تنطلق اليوم أشغال المؤتمر الاستثنائي لجبهة البوليساريو الانفصالية تحت شعار: “قوة، تصميم، وإرادة لفرض الاستقلال والسيادة”، وذلك بغية اختيار الأمين العام الجديد للتنظيم في ظل “الفراغ” الذي خلفه رحيل محمد عبد العزيز في 31 ماي الماضي بعد صراع طويل مع المرض، وهو اللقاء الذي سيشهد حضور مؤتمرين ووفود أجنبية وسط ما يطلق عليه “مخيمات ولاية الداخلة”.
ووفق ما أكدته مصادر من داخل قيادة الجبهة الانفصالية لوكالة الأنباء الإسبانية “إفي”، “سيتم اختيار إبراهيم غالي أمينا عاما جديدا للتنظيم، باعتباره المرشح الوحيد الذي يحظى بثقة ودعم الأغلبية”، لاسيما أنه كان يشغل منصب سفير الجبهة الانفصالية لدى الجزائر التي دافعت بقوة لتعيينه على رأس القيادة.
وتبعا للمصدر ذاته، فإن “غالي يعتبر من بين الشخصيات الأكثر قوة وحضورا داخل أجهزة جبهة البوليساريو، لاسيما أنه كان قد تقلد منصب وزير الداخلية وممثل التنظيم بمدريد، كما أنه من مناصري الطرح الانفصالي الداعي إلى العودة إلى حمل السلاح ضد المغرب، بالإضافة إلى كونه الحليف الرئيسي للصحراويين والمرشح المفضل لدى قصر المرادية”.
وزادت مصادر “EFE”: “صحيح أن إبراهيم غالي لا يمثل التجديد الذي يطمح إليه العديد، لكنه رجل مؤثر ويملك موقفا قويا سينال إعجاب شباب مخيمات تندوف الذين ضاقوا ذرعا بالوضع الحالي، كما أنه يتوفر على تجربة وصورة جيدتين لدى المؤسسات الدولية”، مضيفة أن “القائد الذي سيتم اختياره سيواجه تحديا كبيرا”، في إشارة إلى قرار المملكة المغربية القاضي بطرد الشق المدني لبعثة “المينورسو”.
وسخرت كل الإمكانيات المادية والبشرية واللوجستيكية لإنجاح هذا المؤتمر، خاصة وأنه “ينعقد في ظروف استثنائية نظرا لارتفاع درجات الحرارة في موسم الصيف، كما أنه سيعرف مشاركة دولية مهمة لوفود تمثل حكومات وبرلمانات وأحزاب ومنظمات وجمعيات وشخصيات وأعداد كبيرة من ممثلي مختلف وسائل الإعلام من كل قارات العالم”، وفق تعبير قصاصة “وكالة الأنباء الصحراوية” التابعة للجبهة الانفصالية.
تجدر الإشارة إلى أن اللجنة التحضيرية للمؤتمر الاستثنائي لما يدعى “الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية”، كانت قد أعلنت في وقت سابق أن “هذا اللقاء الهام” سيناقش فقط حالة الشغور في منصب الأمين العام لجبهة البوليساريو الانفصالية ورئيسها الجديد، بعد “الفراغ” الذي خلفه رحيل محمد عبد العزيز، مع الاحتفاظ بالقانون الأساسي وبرنامج العمل الوطني الصادرين عن المؤتمر الـ14 للتنظيم.