أعرب الأمين العام للأمم المتحدة في بيان له مساء السبت عن قلقه العميق جراء ما أسماه تزايد التواترات في محيط الكركرات في المنطقة العازلة جنوبي الصحراء بين الجدار الرملية المغربي والحدود الموريتانية.
وأبرز البيان أن عناصر مسلحة من كل من المغرب وجبهة البوليساريو لايزالون على مقربة من بعضهم البعض، مضيفا أنه الوضع الذي كانوا عليه منذ شهر غشت 2016، وتعمل بعثة الأمم المتحدة “المينورسو” على مراقبته.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة في بيانه الجانبين إلى ضبط النفس واتخاذ جميع الخطوات اللازمة لتجنب تصعيد التوترات من جانب الجهات العسكرية أو المدنية، مسترسلا أنه لاينبغي عرقلة الحركة التجارية العادية، كما لاينبغي اتخاذ أي إجراء قد يشكل تغييرا للوضع الراهن في القطاع العازل.
واختتم أنطونيو غوايريس بيانه بحث الطرفين على سحب العناصر المسلحة من القطاع العازل دون شروط وفي أقرب وقت ممكن، قصد خلق بيئة مواتية لاستئناف الحوار في سياق العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، داعيا إياهم إلى التمسك بنصه وروحه.
وفي محاولة لنزع فتيل حرب وشيكة أعلنت المملكة المغربية عن قيامها بانسحاب أحادي الجانب من منطقة الكركارات، الكائنة أقصى جنوب الصحراء، على الحدود مع الجمهورية الإسلامية الموريتانية، بناء على تعليمات صادرة عن الملك محمد السادس.
وقال بلاغ صادر عن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون إن الرباط أخذت علما، باهتمام، بـ”التصريح الصادر عن المتحدث باسم الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة بشأن الوضعية الخطيرة في منطقة الكركارات بالصحراء المغربية”.
واسترسل البلاغ على إثر الاتصال الهاتفي الذي أجراه الملك محمد السادس مع أنطونيو غيتريس، الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، في 24 فبراير الجاري”.
من جهة أخرى، مباشرة بعد بلاغ وزارة الشؤون الخارجية المغربية، أفردت وسائل إعلام تابعة لجبهة البوليساريو حيزا مهما لتداول الخبر، معتبرة الخطوة من جانب واحد نصرا تارخيا، مولية في ذات السياق اهتماما أكبر بدواعي الإنسحاب الذي منحتها النزعة الإقتصادية دون نسيان أخرى عسكرية، و الإنسحاب المغربي من الكركرات يكشف النقاب عن محاولة المغرب “فك الحصار المفروض عليه بعد خنق الحركة الإقتصادية التي يشكلها المنفذ الوحيد على دول غرب القارة الإفريقية”.
واسترسلت أخرى موضحة أن الإنسحاب جاء بفعل ضغط مارسته جبهة البوليساريو، مستنتجة أن المغرب “يقايض انسحابه من المنطقة بضمان حركة تجارته عبر معبر الكركرات بعد إعلان درك البوليساريو رفض مرور الشاحنات والعربات…”.
وخلصت ذات المصادر إلى أن بلاغ الخارجية اليوم شكل مفاجأة في أعقاب التزام سائقي الشاحنات المغربية بالقوانين التي فرضتها الجبهة.