يحكى أن حمارا كان يمتلكه أحد الباعة المتجولين .. كانت مهمته حمل أجران و قنينات سائل التنظيف جافيل على ظهره و التسكع بها داخل الازقة و أحياء المدينة بينما ينهال عليه صاحبه بين الفينة و الأخرى بضربة موجعة تحثه على المضي قدما .
في المساء ، كان يعرج بيه صاحبه للمبيت بأحد ” الفْنَادْق ” تاركا له حفنة تبن أو شعير لا تسمن ولا تغني من جوع . و في الصباح ، تبدأ المعاناة من جديد .
ظلت الحالة على ما هي عليه سنوات طوال، و الحمار لا يملك إلا الصبر .. لكن ذات ليلة ، بينما صاحب الفندق يهُمُّ بإغلاق الابواب بعدما تأكد من انقطاع الأرجل و خلود الدواب للنوم .. نطق الحمار مخاطبا إياه بلسان فصيح و لغة خالية من الاخطاء :
– لو سمحت سيدي .. أريد ان أحدثك بأمر بالغ الأهمية قبل ان تغادر .
استعاذ الرجل من الشيطان الرجيم و كاد ان يطلق صرخة من هول ما رأى و سمع ، لكن تدارك الموقف في الاخير و امتثل لطلب الحمار .
– ماذا هناك ؟ و كيف تتكلم ؟ هل هذا معقول ام انني احلم
– هون عليك سيدي .. اجاب الحمار ، فقط حباني الله عز و جل بنعمة الكلام دون سائر الحمير في هذه المدينة و لكن حظي متعثر كما ترى .. لهذا أريدك في خدمة و لن انسى معروفك ما حييت .. أريدك فقط ان تحدث سيدي عن حاجتي للطعام و الشراب .. فهو يتركني اتضور جوعا و عطشا طيلة اليوم .. و الاكل الذي يتركه لي بالليل لا يكاد يقوي جسدي الهزيل لتحمل مسير النهار .. ثم إنه يشبعني ضربا و سبا كلما ابطأت السير ، أو وقفت لأرتاح قليلا.
– فكر الرجل مليا في الحديث وقال : بما انك تستطيع النطق .. لم لا تحدثه بنفسك ؟ سوف يندهش مثلي …!!
اجاب الحمار : اذا فطن سيدي لموهبتي ، و عرف اني استطيع الكلام سيضيف لي مهمة الصراخ ” واااا جافييييييل ” الى الضرب و الجوع .. لهذا طلبت منك ان تساعدني
مقالة ساخرة تحكي عن واقعنا بكل اسف
سلمت يداك استاذ نبيل
حكاية جميلة،لكن ،و اسفاه انه فقط الواقع الذي نعيشه.