يحكى انه في بلاد بعيدة .. كانت هناك مدرسة ابتدائية ، بها معلمة جميلة و تلاميذ مجتهدون ، إلا واحدا كان اسمه “عبيقة” .. كان عبيقة لا يشارك في الدرس، لا ينجز تمارينه و واجباته المنزلية .. و كانت المعلمة مستائة منه ولا تطيق وجوده بالقسم المعلمة أجلست بجانبه طفلة جميلة و ذكية تدعى ليلى .. كانت من الأوائل في الفصل، و كانت تمتاز على أقرانها بالأدب و العلم . طالما ضربت الاستاذة المثل بليلى و كانت تنبه عبيقة : انظر الى خط ليلى ، تعلم اسلوب الجلوس مثل ليلى ، لماذا لا تحفظ الدروس مثل ليلى !!! ؟ ؟ ؟
و يوما .. ضاق عبيقة درعا بكلام المعلمة و توبيخها له ، فانتفض غاضبا : لن ادرس في هذا القسم مجددا ، ولن أعود للمدرسة مرة أخرى !! جمع اغراضه في محفظته و خرج من القسم .. قبل أن يخرج إلتفت الى ليلى وقال لها : ” أنت .. نتلاقاو انا وياك فالبرلمان ” . و خرج لا أحد أعار الجملة اهتماما .. سيما ليلى التي درست بجد و كد طيلة العشرون سنة القادمة، و استطاعت ان تحصل على شهادة الماجستير و بعدها الدكتوراة … غير انها لم تجد منصبا في تلك البلاد ، و ظلت تراسل الحكومة و الوزارات المعنية بالتشغيل علها تجد منصبا .. لكن دون جدوى. فما كان امامها إلا الإنخراط في الوقفات الاحتجاجية أمام البرلمان مع خريجي المعاهد الممتازة و الجامعات للمطالبة بالادماج في سوق الشغل … لكن ما لا تعرفونه ، هو انه في تلك البلاد البعيدة يرسلون قواة المخازنية و المرود المعززة بالهراواة و العصي لتفريق المتظاهرين.
في أوج الاشتباك .. رأت ليلى وجها مألوفا .. إنه عبيقة ، كان أمامها مباشرة .. لم يغير الزمان ملامحه لكن كان يرتدي خوذة و بيده عصا طويلة إبتسم لها و قال: أرأيت ؟ لقد وعدتك اننا سنلتقي في البرلمان .. و دابا تحركي من هنا ولا نهرس جد بوك !!!
تنويه : أي تشابه في الأحداث أو الشخصيات هو من محض الصدفة لا غير …