جاع القط يوما فخرج يبحث عن لقمة يسد بها رمقه و يقوي بها صلبه .. بحث و بحث ، فلم يجد غير الحشائش و النباتات في مزعة كبيرة على امتداد البصر . ظل واقفا يرمق الاغنام تاكل بشراهة العشب الغص الطري. اشاح بوجهه عنها بامتعاض ليراقب الكلب في سبات شبيه بالموت .. هذا لانه سهر الليل كله في حراسة البيت و النباح بلا سبب، فقط ليثبت لأصحابه أنه موجود – هكذا قال القط –
لفتت انتباهه دجاجة تنقر الأرض بجد ، تتبعها صيصان تراقب أمها و تقلدها في طريقة بحثها عن الطعام .. القط يعلم انها لذيذة و يمكنه التهامها بقضمة، لكن يعرف ان مجرد الإقتراب منها قد يعرضه لمعركة مع الدجاجة القوية ، أو الطرد إذا فطن رب المزرعة لاتخفاء الكتاكيت.
فجأة، راى الهر فأرا يمرح فوق كومة قش، فقرر الصيد . إقترب بهدوء نحو هدفه الذي سرعان ما انتبه للخطر المحيط به ، فاختفى بسرعة البرق داخل جحر صغير يكاد يتسع لجسمه الضئيل . حاول القط نبش التراب و إخراجه بمخلبيه، لكن دون جدوى
فجأة، تذكر القط الكلب النائم فخطرت له فكرة جهنمية تساعده على مهمته . تراجع للوراء و نبح بأعلى صوته مقلدا صوت الكلب الشرس ، ثم أصدر مواء خوف و دفاع ، و تظاهر بالهرب ، بينما ظل ساكنا بجانب الجحر.
ظن الفأر أن الكلب هجم على القط ، فهرب .. و صار باستطاعته الخروج بأمان ، لكن مع أول خطوة خارج المخبأ ، انقض عليه القط و اجهز عليه بلمح البصبر، ثم ابتلعه.
فكر مليا و قال : ” حقا ..!! لي ما قاريش اللغات فهاد البلاد يموت بالجوع” .
الصراحة طريقة زوينة فسرد الحكاية تبارك الله عليك