شكلت الفلاحة دائما أداة قوية ضمن السياسات العمومية للدولة المغرببة، كان الهدف منها هو تحقيق التنمية الاقتصادية، وعلى إثر ذلك تبنى قطاع الفلاحة مخطط المغرب الأخضر، منذ أبريل 2008، هذا المخطط الهام سيحظى بإشراف صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله، الذي أعطى انطلاقته كاستراتيجية متكاملة و مندمجة لتنمية القطاع الفلاحي، تهدف الرفع من الإستثمارات العمومية الموجهة للقطاع الفلاحي.
حسب المعطيات الرسمية، مكن هذا المخطط منذ اعتماده في السنوات الماضية، من تعبئة استثمارات بقيمة 104 مليار درهم في الفترة الممتدة ما بين 2008 و 2018 منها 40٪ من استثمارات الدولة و 60٪ من الاستثمارات الخاصة.
لترتفع المساعدات المالية الممنوحة لتشجيع الاستثمار في القطاع الفلاحي عبر صندوق التنمية الفلاحية ب 112% ، حيث أن كل درهم تم منحه كمساعدة، مكن من جذب 2.85 درهم من الاستثمار.كل هذه الاستثمارات حسنت بشكل كبير من أداء القطاع الفلاحي سواء على المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي.
فعلى الصعيد الاقتصادي، ارتفع إجمالي الناتج المحلي الفلاحي بنسبة 5.25٪ مقابل 3.8٪ بالنسبة للقطاعات الأخرى ، مما مكن من خلق قيمة مضافة إضافية قدرها 47 مليار درهم.
كما ارتفعت صادرات المنتجات الفلاحية بنسبة 117 ٪ ، حيث انتقلت من 15 مليار درهم إلى 33 مليار درهم.
وعلى المستوى الاجتماعي، فقد أتاح مخطط المغرب الأخضر توفير 342.000 منصب شغل إضافي، كما مكن هذا المخطط من زيادة عدد أيام العمل في السنة لكل عامل حيث انتقلت من 110 يوم/سنة إلى 140 يوم/سنة وذلك بفضل توسع المساحات المزروعة، وتنويع المحاصيل ، وتحسين الإنتاج.
مسيرة التنمية ستتواصل بإرادة ملكية في هذا القطاع الحيوي ، فهي مكتسبات فلاحية، تقرر تعزيزها أكثر، حسب وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، فإن تبني الدولة استراتيجية“الجيل الأخضر 2020-2030” يروم أساسا تعزيز المكتسبات التي تم تحقيقها في إطار مخطط المغرب الأخضر، وذلك من خلال اعتماد رؤية جديدة ووضع إمكانيات حديثة في خدمة القطاع الفلاحي، ولذلك تمت بلورة هذه الاستراتيجية الملكية التي قدمها الأخ عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، يوم الخميس الماضي باشتوكة آيت باها، بين يدي صاحب الجلالة الملك محمد السادس، انطلاقا من تقييم الوزارة لمخطط المغرب الأخضر، والذي اعتمد على مقاربة تشاركية بمساهمة من جميع الفيدراليات البيمهنية والغرف الفلاحية.
وينتظر أن تشرع وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، خلال الأسابيع المقبلة في عقد اجتماعات مع المهنيين والمؤسسات والقطاعات المعنية لإعداد خارطة طريق من أجل تنزيل هذه الاستراتيجية الجديدة في القطاع الفلاحي.
إن الرؤية الجديدة لتطوير القطاع الفلاحي، لم تقم من فراغ، فما راكمه المخطط الأخصر من منجزات على الأرض كما اسلفنا، أدى بالضرورة إلى مواصلة سفينة الاصلاح الفلاحي، بفضل الرعاية الملكية، المجهودات التي بذلها أطر وزارة الفلاحة، وفي مقدمتهم الأخ عزيز اخنوش، لينطلق الجيل الأخضر من أجل الاستثمار أكثر في الموارد البشرية كثروة لامادية، سيتم استثمارها في مواصلة دينامية التنمية الفلاحية.
عبد الرزاق الزرايدي بن بليوط
رئيس مجموعة رؤى فيزيون الإستراتيجية
رئيس لجنة الأطر التجمعية داخل الحزب
عضو هيئة المهندسين التجمعيين
رئيس جمعية رؤى للتنمية والكفاءات