أمام اتساع رقعة انتشار فيروس وباء كورونا اكثر فأكثر، بادرت السلطات المغربية مشكورة باتخاذ مجموعة من الإجراءات الاحترازية، تستهدف السيطرة على هذا المرض الذي ينتقل بالعدوى، حيث ضاعفت بتعليمات ملكية سامية من جهودها ورفعت من درجة يقظتها في أعلى مستوياتها.
وفي هذا الصدد وفي إطار التدابير الوقائية المتخذة لمواجهة الوضع الاستثنائي المتعلق بخطر تفشي فيروس كورونا المستجد على مستوى التراب الوطني، تقرر اتخاذ مجموعة من الإجراءات الجديدة التي تتعزز من خلالها منظومة اليقظة المعتمدة منذ ظهور هذا الفيروس.
وأوضح بلاغ مشترك بين وزارتي الداخلية والصحة، أنه مباشرة بعد الإجراءات التي تم الإعلان عنها سابقا، فإن السلطات العمومية تدعو المواطنات والمواطنين إلى تقييد والحد من تنقلاتهم والتزام “العزلة الصحية” في منازلهم كإجراء وقائي ضروري في هذه المرحلة الحساسة للحد من انتشار الفيروس.
وعليه، فإن التحركات في الأماكن والفضاءات العمومية ستبقى مؤطرة بالضرورة القصوى من أجل التبضع أو التطبيب أو الالتحاق بالعمل. وستعمل السلطات المحلية والقوات العمومية، من أمن وطني ودرك ملكي، على توجيه المواطنين من أجل احترام تنزيل هذه التدابير، بما يخدم المصلحة العامة للشعب المغربي.
ولطمأنة المواطنين فيما يخص متطلبات الحياة اليومية والحاجيات الضرورية، وجب التأكيد على أنه لا يوجد أي مبرر للقلق إزاء مستوى التموين نظرا للاحتياطات والإجراءات التي اتخذت من طرف القطاعات المعنية، ضمانا للسير العادي لجميع مسالك توزيع المواد الأساسية والغذائية والمحروقات إلى غير ذلك من المواد الحيوية المتوفرة بما يكفي في المحلات التجارية وفضاءات التسوق بجميع التراب الوطني.
وإذ وجب التذكير بضرورة الحرص على الالتزام بقواعد النظافة والسلامة الجسدية المعلن عنها من طرف السلطات الصحية، فإن المواطنات والمواطنين الذين قد يعانون من ظهور بعض الأعراض المرتبطة بهذا الفيروس، ملزمون بالتقدم حصريا إلى المراكز الصحية المخصصة لهذا الغرض.
بالمجهود الوطني والتضحية والشجاعة لمختلف مكونات المنظومة الصحية المغربية، من أطباء وممرضين وتقنيين وإسعاف، وانخراطهم في السهر على ضمان كل المستلزمات المادية والبشرية والعلمية للتكفل بالمصابين، وتوفير كل أسباب الوقاية من الوباء.
وأمام هذه الإجراءات والتدابير الوقائية التي قررتها الدولة المغربية، لا يسعنا إلا أن نشد بحرارة على أيادي القوات العمومية من القوات المسلحة الملكية والدرك الملكي وقوات الأمن والقوات المساعدة والوقاية المدنية، لانخراط كافة عناصرها و تجندهم في هذه الظرفية العصيبة من أجل ضمان سلامة الوطن والمواطنين.
كما نعتز بكل فخر بالحس التضامني المنقطع النظير الذي عبرت عنه مختلف مكونات الشعب المغربي الابي، مجسدين صورا رائعة، التآزر والتعاضد في الملمات، معبرين عن التحامهم الصادق بملكهم ودولتهم في مواجهة جائحة وباء كورونا، وفي الأخير نسأل من العلي القدير أن يحفظ بلدنا وشعبنا وملكنا إنه ولي ذلك والقادر عليه.
عبد الرزاق الزرايدي بن بليوط / رئيس مجموعة رؤى فيزيون الإستراتيجية