ربما يبدو للبعض أن حجم التهويل مبالغ فيه، وقد يرى البعض الآخر أن التهاون مع هذا الوباء قد يسبب لا قدر الله كارثة بكل المقاييس، وينظر آخرون للوباء بين التهويل والتهوين، في حين الأصح الذي يجب أن يكون هو الالتزام التام والكلي للكيفية التي تتعامل معها السلطات بالنسبة لهذا الطارئ المفاجئ، فالضرورة اليوم تحتم علينا الالتزام بالتوجيهات الصحية الوقائية التي تعلنها الهيئات الحكومية، والقنوات الرسمية.
فالبلاغات والبيانات التي تصدر عن الجهات الرسمية ينبغي التقيد والعمل بها، وتطبيقها بحذافيرها، كما أن مديريات التابعة لبعض الوزارات وكذا خلايا إدارة الأزمة الحالية، توجه إلى الرأي العام الوطني توجيهات وتعليمات، سواء كانت مرتبطة بالصحة والوقاية من هذا الوباء، بغرض تطويقه. لا بغرض التخويف أو شيء من هذا القبيل.
إن الخطوات الاستباقية التي قامت بها الدولة المغربية، ولا زالت تقوم بها إلى حدود الساعة، عرفت تسلسلا في طريقة تطبيقها انطلاقا من الاخبارات بخصوص الحملات التحسيسية من وزارة الصحة، مرورا بالاعلام عن طريق البلاغات، وصولا إلى تطبيق العزلة الصحية التي دعت إليها السلطات أمس.
فالقرارات الهامة التي إتخدها المغرب أمس كانت شجاعة بإعلان حالة الطوارئ الصحية يستثني الخروج من المنزل الا بموجب قاهر كالعمل والتبضع والتطبيب وقرارات أخرى كانت قد خرجت بها لجنة اليقضة الاقتصادية تضمنت صرف مبلغ 2000 درهم لكل مصرح به في صندوق الضمان الاجتماعي، وكذا تأجيل أقساط الابناك في ما يخص السلف، فيما سيتدارس يوم الاثنين المقبل وضعية العاملين في القطاعات الغير المهيكلة.
اننا اليوم أمام هذا الزخم من الاجراءات والقرارات الهامة التي تصب في الصالح العام، فالكل أجمع على أنها فعالة وناجعة، فالاستعداد اليوم لتلقي قرارت و تعليمات أخرى مع تطبيقها لكن إذا لم نتقيد بها ستبقى بلا منفعة أو طائل. ونحن بدورنا كمركز تفكير استراتيجي من واجبنا اليوم أن نحت كل مواطن أو مواطنة الاخذ بالنصائح والعمل بالتعليمات والاستجابة الايجابية للقرارات.
لهذا نكرر ونعيد أيها الاحباب والاصدقاء والاخوة والاخوات رجاءا تجنبوا الخروج من البيت إلا بموجب قاهر، والاستغناء عن هذه الفكرة خاصة في هذا الوقت، مع الابتعاد والاختلاط بالناس، كما لا يجب إهمال عامل مهم هو التوتر والهلع وعلاقته المباشرة بضعف جهاز المناعة، فكلها إرشادات يجب ربطها بما توصي به الجهات المسؤولة، وتحمل المسؤولية اليوم واجب وطني خاصة في هذا الوقت والرفع من اليقظة والتعاون وعدم التهاون.
فنسأل الله عز وجل وهو الحي القيوم أن يحفظ بلدنا وسائر البلاد برحمته من كل سوء، وأن يدفعه عن عباده برأفته كل داء ووباء.
عبد الرزاق الزرايدي بن بليوط / رئيس مجموعة رؤى فيزيون الاستراتيجية