لا نعمم كلامنا اليوم عن المدن التاريخية الوطنية المشهود لها بنضال ساكنتها منذ قديم الزمن، أو في زمننا الحالي، فلنا أصدقاء في تلك المدن. آلمهم ما جرى ليلة السبت الماضي، كما ضرنا ونحن أبعد منكم بمئات الكيلوميترات. فما حدث أمس أول أمس يعتبر أمرا خطيرا ولا يجب تجاوزه، يحمل في طياته جبن وغبن وغباء، وتخلف وتهكم في حق الشعب أولا، وثانيا على كل ما تقوم به الدولة من مجهودات وتعب ومشقة.. بهدف الحد من انتشار هذا الوباء.
ليس العيب أن نكبر أو نهلل لله عز وجل من بيوتنا في ظل هذا الطارئ بمبادرات عفوية روحية تملؤها حس من المواطنة والمسؤولية، لكن العيب كله هو أن تؤذي غيرك وتخرج للشارع العام في عز هذا الوباء، والكسر عنوة إجراءات حالة الطوارئ الصحية، الذي ينبغي الالتزام به، والأخذ بالأسباب حتى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا. والسر في الدعوة والتهليل هنا كامن في التضرع.. مصداقا لقوله تعالى “ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ” أي تذللا واستكانة وليس بتلك الطريقة الخبيثة التي أفزعت الناس وتعدت عليهم وخلقت في نفوسهم الهلع والرعب.
فالدعوات التي أطلقت في هذا الاطار هي دعوات مسمومة وملغومة، محرضة حفنة من الاشخاص على النزول للشارع العام ومعرضة حياتهم للخطر، فعلا تعبر في طياتها عن جهل تام بما جاء به ديننا الحنيف. مع الآسف الجهل بالدين وبأحكامه بلاء عظيم وعواقبه وخيمة، يؤدي إلى الضلال، ويوقع في المصائب والمطبات كما شاهدنا.
فمخالفة التعاليم الوقائية خاصة في حالة الطوارئ الصحية.. والخروج الجماعي في بعض المدن، مهما كانت أسبابه ومسبباته والتي لا ينبغي أن ننساق وراءها، لما لها من تداعيات وزجر وفقا للقانون، وعلى ضوء هذا المعطى تحركت عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة طنجة، وتمكنت في الأخير توقيف شخصين وذلك للاشتباه بتورطهما في التحريض على التجمهر والعصيان وتعريض حياة الأشخاص للخطر، وخرق إجراءات الطوارئ الصحية المعتمدة للوقاية من مخاطر تفشي وباء كورونا المستجد.
كلنا أمل بأن يستمع المواطن لإرشادات السلطات، وأن يلتزم بما تقرره.
فالقرار اليوم ملزم وموجه لجميع ولا يستثني أحدا، والتاريخ سيشهد علينا وعليكم، فبحكمة وتبصر ملك يحبنا ويحبكم، يجب أن لا تخدلوه.. فالرجاء مرة أخرى يا مواطنين إرحمونا وأرحموا أهلكم وأحبابكم من شر هذا البلاء ولا تعيدوا الكرة مرة أخرى.. إرحمونا جزاكم الله خيرا.
كورونا
معركة الوعي
عبد الرزاق الزرايدي بن بليوط / رئيس مجموعة رؤى فيزيون الاستراتيجية