هم نساء و رجال السلطة، ولاة وعمال وباشاوات ورؤساء دوائر، قياد وشيوخ ومقدمين، غادروا مكاتبهم جميعا، وتزينوا بلباسهم العسكري، متجندين لخدمة الوطن، لم يمنعهم خطر الاصابة بالمرض لا قدر الله، كي يخرجوا يوميا إلى الشوارع والأزقة والدروب والأسواق بالمملكة، متحولين لخلايا نحل متحركة، نهارهم كليلهم، تركوا عائلاتهم، وفلذات أكبادهم، استجابة لنداء الوطن وصاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله، الذي دعاهم لبذل الجهود حفاظا على الأمن الصحي للمواطنين مجسدين شعار “المفهوم الجديد للسلطة”، الذي تبرز ملامحه كل سنة ومع كل منعطف و أزمة أو تحدي خطير قد يحدق بأمتنا المغربية.
كما قيل على لسان أحد المفكرين ” الأزمة تلد الهمة، ولا يتسع الأمر إلا إذا ضاق”، سعدنا وابتهجت قلوبنا كما جميع المغاربة، ونحن نتابع ونتمتع بالهمم العالية ولمشاهد احتفاء المواطنين الكبير، بالأسلوب الوطني المتميز، الذي يشتغل به نساء ورجال السلطة والأمن، وهم يسهرون على تطبيق حالة الطوارىء الصحية.
إشادة وفرح امتزجت بمشاعر الحب المتبادل بين هذه الفئة التي قدر لها أن تتزعم الجبهة الأمامية في حرب الدولة ضد هذا الوباء.
رجال ونساء السلطة والأمن والقوات المساعدة والدرك الملكي، أظهروا حسا وطنيا عاليا، واكتشفنا وجههم المشرق وهم يؤدون ببسالة دورهم في حماية البلاد، وممارسة سلطتهم بمواطنة، من قلب شوارع وأزقة مختلف جهات ومدن المملكة، خلال عمليتي التحسيس بخطورة “كورونا”، شاهدنا بأم أعيننا كيف سعوا إلى فرض احترام حالة الطوارئ الصحية.
أثلجت صدورنا عشرات مقاطع الفيديو التي تناقلها المغاربة في منصات التواصل الاجتماعي لرجال سلطة على اختلاف درجاتهم، وهم يؤدون مهامهم في حماية المواطنين وفرض احترام القانون والضرب على أيدي المضاريين والخارقين للقانون، فعلا مشاهد إنسانية رائعة ستظل راسخة في ذاكرتنا لن ننساها، لأن أزمة فيروس كورونا، باختصار كشفت لنا المعدن الأصيل لرجل السلطة المواطن ..الإنسان، الذي تغالبه دموعه فيدرفها فرحا أويبادر للاعتذار إن صدر منه شيء فوق طاقته، أو نسعد بما تفعله القائدة حورية، التي اخترق أسلوبها عملها المحبوب، قلوب ملايين المغاربة، لأن كانت بحق مثالا يحتدى، لرجل السلطة المواطن، الذي يضحي بالكثير، ولا تمنعه رتبته ومقامه أن يساعد بائعي الخضر على ترتيب سلعهم بانتظام كما فعلت الفائدة حورية، ولايتسع المقال هنا لسرد حكايات ومشاهد بطولية من العطاء لرجال ونساء الأمن والجيش والدرك الملكي والوقاية المدنية و الأطباء، و الممرضين، الذين أجبرتهم الأزمة لتأدية نداء الوطن، حتى ننعم نحن بالسلامة والعافية والطمأنينة.
في عز مواجهة هذا الوباء الفتاك، خرج نساء و رجال السلطة، بمختلف درجاتهم و مناصبهم، ليلا و نهارا، بالشوارع كما الحال بالمداشر، يتنقلون بين الأزقة والشوارع والأسواق، رغم كل المخاطر، يصرون على القيام بمهام جسيمة، كالتوعية و التحسيس، والضرب على أيدي العابثين بالوطن في تجرد ونكران للذات.
يسارعون الخطى لنهي أصحاب المتاجر عن الزيادة في أسعار المواد الغذائية، وتعليق لائحة الأسعار، يفسحون الطريق، أمام المارة حفاظا على مسافة الأمان، يخففون من وطأة الازدحام بالأسواق تفاديا لانتشار الوباء، مخاطبين المواطنين والمواطنات بلزوم بيوتهم، حتى بحت حناجر بعضهم، ورغم ذلك لم يكلوا أو يملوا وهم يسهرون على احترام تطبيق القانون، يستمعون لشكوى المواطنين والمواطنات ويحاولون إيجاد حلول لها.
رأيناهم وهم يحرصون رفقة أعوان السلطة على توزيع اسثمارات رخص التنقل الاسثتنائية، تسهيلا للحركة وانتظامها، ليس هذا فحسب، فهم يراقبون حركة النقل و التنقل و يتأكدون من هوية و أسباب خروج كل شخص من بيته رغم حالة الطوارئ الصحية المفروضة، بلباسهم العسكري الأنيق يواجهون فيروس كورونا في الصفوف الأمامية بكل تحد و عزيمة و إصرار.
لم يكن الوجه المشرق لرجال السلطة، نابعا من فراغ، بل هي توجيهات ملكية سامية، رسمت هذه الصورة الإنسانية الكبيرة، منذ اعتلاء ملكنا نصره عرش أسلافه الميامين، حين عرض جلالته للمفهوم الجديد للسلطة، “مبني على رعاية المصالح العمومية والشؤون المحلية وتدبير الشأن المحلي والمحافظة على السلم الاجتماعي”. فهي مسؤولية كما يؤكد جلالته، ” لا يمكن النهوض بها داخل المكاتب الإدارية التي يجب أن تكون مفتوحة في وجه المواطنين ولكن تتطلب احتكاكا مباشرا بهم و ملامسة ميدانية لمشاكلهم في عين المكان وإشراكهم في إيجاد الحلول المناسبة والملائمة”.
فتحية إجلال وإكبار لهذا الوجه المشرق، الذي أبان عنه رجال السلطة ونساءها، وحفظ الله بلادنا من كل سوء، كما نشيد ايضا بتجاوب المواطنين، والمواطنات، وندعوهم للالتزام بيوتهم وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى، حفاظا على سلامتهم.
رجال السلطة
نساء السلطة
رجال ونساء الوطن
عبد الرزاق الزرايدي بن بليوط / رئيس مجموعة رؤى فيزيون الإستراتيجية