ويستمر التكافل والتضامن في أحسن تجلياته، إذ أن الدولة المغربية اليوم بكل عزم وإصرار قويين تعلن عن الدعم المباشر للفئات أكثر تضررا من جائحة “كورونا”، وهو تكافل تبرز أهميته في تكريس المفهوم الشامل للتضامن من مجموعة من الفعاليات الوطنية، من شركات مواطنة ورجال أعمال وعموم المواطنين الذين ساهموا ولا يزالو يساهمون سواء بالقليل أو الكثير فالبرغم من تضرر الاقتصاد بشكل لافت، وكذا نسبة النمو والتأثيرات والتداعيات التي ستكون لا محال على بعض القطاعات خاصة التي تدر على الدولة رصيداً مهماً من العُملة الصعبة اللازمة لاستيراد الخدمات والسلع من الخارج، كالسياحة وغيرها، فإن الدولة المغربية فضلت صحة وحياة مواطنيها، مؤمنة بذلك بأن العنصر البشري هو أساس كل دولة قوية وتقدمها وإستمرارها..
في هذا الاطار ، خصصت الدولة المغربية دعما مباشر للأسر المتضررة جراء فيروس “كوفيد 19” خاصة للأسر العاملة في القطاع غير المهيكل، أي غير المسجلين في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، المتضررة من تداعيات فيروس كورونا. كما أن توزيع المساعدات المالية سيبدأ تدريجيا إبتداءً من يوم 6 أبريل.
وتبعا لتعليمات صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، كشف إجتماع للجنة اليقظة الاقتصادية الاخير، عن مرتكزات معالجة عملية الدعم على مرحلتين هما :
المرحلة الأولى: تهم الأسر التي تستفيد من خدمة راميد وتعمل في القطاع غير المهيكل وأصبحت لا تتوفرعلى مدخول يومي إثر الحجر الصحي. هذه الأسر يمكنها الاستفادة من مساعدة مالية تمكنها من المعيش والتي سيتم منحها من موارد صندوق محاربة جائحة كورونا الذي انشأ
وستحدد هذه المساعدة المالية على النحو التالي:
أولا: 800 درهم للأسرة المكونة من فردين أو أقل،
ثانيا: 1000 درهم الاسرة المكونة من ثلاث إلى أربع أفراد،
ثالثا: 1200 درهم للأسرة التي يتعدى عدد أفرادها أربعة أشخاص
ويجب على رب الأسرة الذي يستفيد من خدمة راميد إرسال رقم بطاقة راميد الخاصة به عن طريق رسالة قصيرة من هاتفه المحمول إلى الرقم التالي 1212
وتعتبر بطاقات الراميد التي سيتم قبولها تلك التي كانت صالحة في 31 دجنبر 2019. ويمكن الإدلاء بالتصريحات ابتداء من الاثنين 30 مارس 2020. وسيتم توزيع المساعدات تدريجيا ابتداء من الاثنين 6 أبريل 2020 من أجل احترام الإجراءات الوقائية التي تمليها الجائحة
المرحلة الثانية: بالنسبة للأسر التي لا تستفيد من خدمة راميد والتي تعمل في القطاع غير المهيكل والتي توقفت عن العمل بسبب الحجر الصحي، سيتم منحها نفس المبالغ المذكورة سابقا.
أخيرا يمكن القول أن الدولة المغربية وعلى رأسها المؤسسة الملكية وعلى مر التاريخ ما فرطت وما تركت شعبها، فعلى الدوام كان الملك يساند يأزر يمد يد العون لأبناءه وبناته في المغرب الأبي، وهذا ما يربي في نفوس المغاربة تلاحماً أكبر وتآلفاً غير مسبوق وتفاعلاً اجتماعياً جديراً بأن يكون عنوانا نتغنى به ويتغنى به أبناءنا، ففعلا إنها مرحلة مفصلية في تاريخنا تبرز قيم التضامن وتنبذ الانانية والفردانية التي مقتها المغاربة منذ قرون، فهذه قيم تمغرابيت الانسانية التي تميزنا عن غيرنا، سنناضل ونقاوم بفضل هذه القيم، كما سندعوا ونترجى المولى بأن يرفع عنا البلاء وهذا الوباء، فالرجاء الرجاء الالتزام بالتعليمات ليعم الرخاء.
التضامن
التكافل
الوطن يجمعنا
عبد الرزاق الزرايدي بن بليوط / رئيس مجموعة رؤى فيزيون الاستراتيجية