اليوم كشف محمد اليوبي، مدير مديرية علم الأوبئة ومكافحة الأمراض بوزارة الصحة، أنه، وبعد قراءة في المؤشرات والبيانات والأرقام، يمكن أن يفسر ارتفاع عدد المصابين بالعدوى في الأيام الأخيرة بانتقال الفيروس إلى داخل الوسط العائلي، إذ تم تسجيل ارتفاع عدد البؤر بالوسط العائلي في عدد من المدن.
وأوضح اليوبي، أثناء االتواصلي اليومي لوزارة الصحة، اليوم الأحد، أن ارتفاع عدد هذه البؤر يجد تفسيره، أولا، في مغادرة بعض الأشخاص لبيوتهم، والثاني، أن الفيروس يوجد في فترة حضانة لدى مجموعة من الأشخاص في مرحلة دخول العزل الصحي.
إن هذا التصريح يؤكد على أن قرار بلادنا إعلان حالة الطوارئ، كان قرارا حكيما واستباقيا، يظهر تفوق المغرب في سياسة تدبير هذه الجائحة، بالمقارنة مع بلدان متقدمة يضرب لها من الإمكانيات في المجال الطبي والتكنولوجي الشيء الكثير.
قرار تظهر أهميته، منذ أن سارعت وزارة الداخلية، بإعلان “حالة الطوارئ الصحية” وتقييد الحركة في البلاد ابتداء من يوم الجمعة 20 مارس 2020، لأجل غير مسمى، كوسيلة لا محيد عنها لإبقاء فيروس كورونا تحت السيطرة.
إننا اليوم، لنا قناعة مهمة، أن المغرب سينتصر في حربه على هذا الوباء، مادامت الجهود والإجراءات مستمرة على هذا الشكل الاستباقي والفعال، وما دام المواطنون والمواطنات أيضا، ملتزمون بضوابط الحجر الصحي، في أعلى مستوياته، كل من موقعه، فلا يمكن أن ننجح، مالم نلتزم بالإجراءات الاحترازية، داخل بيوتنا وبتدابير النظافة.
أمام هذا المستجد الصحي، الذي يفرض علينا جميعا التحلي أكثر من أي وقت مضى، بروح المسؤولية، والالتزام أكثر بتعليمات السلامة والانضباط بالحجر الصحي، لا يسعنا إلا أن نجدد الشكر والتحية لرجال السلطةو الأمن والدرك، والجيش ولنساء ورجال الصحة بالخصوص، وكافة القطاعات الأخرى التي بذلت مجهودات كبيرة في دعم الفئات المتضررة وتأمين السوق المغربية بكافة المواد الغذائية اللازمة، كما نحيي التجار والعاملين في القطاعات الحيوية الذين يواصلون رباطهم، من أجل توفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين، ويسهرون على سلامة وأمن المواطنين والوطن.
إننا بهذه المناسبة، ندعو كافة المواطنين والمواطنين إلى التحلي بالوعي المطلوب والتزام ببيوتهم وعدم الخروج منها إلا للضرورات القصوى خلال هذه المرحلة المهمة في مواجهة هذا الوباء التي نسأل من الله تعالى أن يحفظ بلادنا منه، مشيدين بالروح العالية لانخراط الجميع ، من أجل إنجاح وتسهيل المجهودات التي تبذلها الدولة المغربية.
إن التزامنا جميعا إخوتي وأخواتي، هو السر في نجاح الخطة الاستباقية التي وضعتها السلطات بإشراف ملكي، كما نؤكد أن نجاح بلادنا في مواجهة هذه الجائحة، رهين بالتزامنا وانضباطنا لكل التوجيهات، بقلوب كلها إيمان و أمل وتفاؤل في الله عز وجل، بأن بلادنا سوف تجتاز هذه المنحة، والتي لا نقول أنها “محنة”، لأنها كشفت بداخلنا معان رائعة، للمواطنة الحقة التي كانت ولاتزال هي سر تماسكنا الاجتماعي. ختاما نسأل العلي القدير أن يحفظ بلادنا من كل مكروه وسوء.
عبد الرزاق الزرايدي بن بليوط / رئيس مجموعة رؤى فيزيون الإستراتيجية