المصطفى المريزق / باحث مغربي
كل يوم يعرب المغاربة عن خالص امتنانهم وشكرهم للأطباء وللممرضات والممرضين ولمقدمي الرعاية والحماية الصحية ولمسؤولي وزارة الصحة والطاقم الطبي وشبه الطبي لقطاع الصحة، ولجميع مؤسسات الصحة العمومية الذين يوجدون في طليعة مكافحة جائحة كورونا، لإنقاذ الأرواح…
ففي زمن كورونا تخوض هذه الشريحة المهنية والاجتماعية، كفاحا مستمرا للقضاء على كوفيد 19..إنها صورة واقعية من صور الأبطال في معركة حرب.. نظرا للجهود الحثيثة التي يبذلونها ليل نهار لعلاج المرضى والمصابين على حساب صحتهم وراحتهم البدنية والنفسية.
إنها صورة من صور المقاومة اليومية لهؤلاء الأفذاذ الذين حملوا زادهم ومعاولهم وخبرتهم ومهاراتهم، بالتزام مشترك، وضمير مهني وانساني، لعلاج المرضى وتخفيف آلامهم. هؤلاء “الطيور البيضاء” الذين يصنعون قصصا إنسانية كل يوم، في ساحة المعركة على الخطوط الأمامية لمحاربة العدو فيروس كورونا، ولتقديم المنقذ للحياة.
ومع تفشي جائزة كوفيد- 19، يقدم أصحاب المعاطف البيضاء نموذجا في الاخلاص والشجاعة، وعلينا نحن أن نكون أكثر سندا لهم في مسيرتهم المهنية والانسانية، بالامتثال لنصائحهم وتوجيهاتهم، حرصا على سلامتنا وسلامتهم، وحفاظا على أمننا وأمنهم.
لقد شكلت حملات التضامن العالمي مع الأطباء والممرضات والممرضين والعاملين في مجال الخدمات الطبية، دعما نفسيا واجتماعيا لهؤلاء ولعائلاتهم. وهو ما يلزمنا، نحن كذلك، بتوفير المستلزمات الطبية الضرورية والفعالة ليتمكنوا جميعا من أداء واجباتهم وأدوارهم في بيئة سليمة وآمنة.
نعم أصحاب المعاطف البيضاء، يحتاجون إلى الدعم والمساندة…يحتاجون إلى حصانة ورعاية خاصة…كما يحتاجون للمزيد من التجهيزات اللازمة وللبدلات الواقية والمعقمات، وللثقة في ما يقومون به.
ففي هذه اللحظة الاستثنائية من عمر المغاربة قاطبة، يعتبر الاستثمار في أصحاب المعاطف البيضاء وفي الصحة الأساسية عامة ، استثمارا حاسما للعبور إلى بر الأمان- إلى مغرب المستقبل، بما يتناسب مع مبدأ العدل الصحي، و التوزيع العادل للخدمات الصحية بين الجهات والأقاليم والمناطق الحضرية والقروية، في إطار التكامل والانسجام بين المؤسسات الصحية…
إنها لحظة مفصلية، نريد أن نجعل منها لحظة انصاف ومصالحة…لحظة جبر ضرر مغاربة المغرب القروي وسكان الجبل والواحات والسهوب وأحزمة الهامش، عبر ضمان التوزيع العادل بين المغاربة لكل من الموارد البشرية الصحية من أطباء وممرضين وأطر وغيرهم، وكذا النيات التحتية من مستشفيات، إلى جانب التجهيزات الطبية الكبرى، وضمان الولوج إلى الخدمات الطبية والصحية للجميع من دون قيد أو شرط.