لم يكن وباء كوفيد 19 مجرد أزمة عالمية تجاوزت الحدود واتسعت لتشمل مختلف أنحاء الكرة الأرضية، بل كانت اختبارا لكيفية إدارة هذه الأزمة نجح فيه البعض وفشل فيه آخرون، وجنى الناجحون ثمار ما أبدوه من قدرة على القيادة فى هذه الأوقات الصعبة بمكاسب سياسية رفعت شعبيتهم وعززت مكانتهم فى بلدانهم، وأحيانا على الصعيد العالمى.
وفي هذا الوضع العصيب الذي يعيشه المغرب، وهو يواجه عدوا كاسرا شبحا ولا مرئيا، تظهر المعادن النفيسة، من يملكون غيرة حقيقية على هذا الوطن.
في هذه المحنة العصيبة التي يحياها المغاربة قاطبة، لا مكان للكراهية والألوان الحزبية والفرق السياسية، بل هو زمن الوحدة والتضامن.
من ينتمون إلى حزب الإنسانية هم من يخرجون كنوزهم ويقدموها إلى الوطن. وعبدة “الدرهم”، وناهبو أموال المتقاعدين الذين يتوسدون ملايين معاشات المنكر والباطل.. الخزي لهم.
مناسبة، هذا الحديث، ما أصبحنا نعيشه اليوم، من بعض الفئات السياسية، التي تقود هجوما على كل من ينافسها بشرف وأخلاق .في الآونة الأخيرة، ارتفع منسوب الهجوم على واحد من رجالات الدولة الذي لا يمكن أن نشكك في وطنيته، فلنا الظاهر والله يتولى السرائر، متسلحين بمبدأ أخلاقي متفرد في الحكم على الناس، “هل شققت على قلبه!؟”، نحن هنا ليس غايتنا أن نصدر حكما مطلقا على رئيس حزب “تجمع الاحرار”، بل يسعنا أن نتحدث عن ما نراه من سيرته ونضاله ومواقفه الوطنية، بتجرد وإخلاص، هدفنا أن يشاهد الناس نصف الكأس الفارغ، بنظرة محايدة، ومنصفة، وليس بتحامل مقيت يأتي على الأخضر واليابس.
هذا الرجل هو واحد من السياسيين، ورجال الأعمال الذين راكموا تاريخا طويلا من النضال السياسي، لم ينزل من السماء، وفي فمه ملعقة من ذهب، فسيرته الذاتية وسيرة عائلته السوسية، ناصعة، سيرة أبناء وطن، كافحوا وناضلوا وجاهدوا، حتى حققوا إنجازات يفخر به الوطن.
فأيام الحجر الصحي التي يعيشها المغرب، والتي شهدت توقف حركة الإنتاج في كثير من بلدان العالم، ستثبت حسن رؤية وزير الفلاحة.. التي تروم الإنقاذ، أن المغرب تمكن من ضمان الاكتفاء الغذائي الذاتي والتموين العادي للأسواق. فكان الوزير بحق، هو من أنشط وزراء كورونا، في الوقت الذي توارى عن الأنظار سياسيون ووزراء، فوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات المغربية، تواكب باستمرار الأزمة التي تسببت فيها الجائحة، لتعلن أن النشاط والإنتاج الفلاحي مستمران بشكل عادي سواء من حيث المحاصيل والزراعات الجديدة، وذلك رغم الإكراهات المتعلقة بسياق حالة الطوارئ الصحية المعلنة بالمغرب لمكافحة كوفيد19.
مصالح الوزارة التي يشرف عليها وزير الفلاحة، المركزية والجهوية تبقى معبأة لتلبية احتياجات المستهلكين، في احترام لتدابير النظافة والحماية الصحية الفردية والجماعية.
وفي هذا المقال المتواضع أود ان اقول، عند الامتحان تعز الأحزاب أو تهان.. يقدر الرجال والوطنيون… وامتحان كورونا أظهر من يملكون “الكبدة” على الوطن. الآخرون المنزوون في كهوفهم ينتظرون أن تمر العاصفة ليشحذوا سكاكينهم ويواصلون طعن المغاربة بخناجر مسمومة.
شكرا إلى كل رجال الأعمال الذين ضخوا الملايير، لن نذكرهم بالأسماء ولكن نقدر أفعالهم.
نتمنى أن يحجر على نفسه، لأن كورونا سيظل شاهدا على من هم “فيروسات” الفساد الحقيقية!!