اخترنا في هذه السلسلة الحديث عن عينات من السياسيين. تتبعنا خطواتهم الأولى في العمل السياسي. كيف دخلوا المشهد؟ ومن أين أتوا؟ عينات مختلفة تغطي كل سنوات الاستقلال. جاءت إلى العمل السياسي من بوابات لا يربط بينها رابط.. في الأصناف التي تناولنا من وجد نفسه منغرسا في جذور السياسة، ومن تمت صباغته بلون حزبي فقط من أجل الوزارة ومن لعبت القرابة دورا في مساره…
تسيير مدينة مثل القنيطرة اكبر مدن منطقة الغرب ليس بالشيء الهين. إلى أي حد نجح في التدبير يبقى السؤال الجوهري؟ كثيرون يقولون إن عمودية المدينة الغول كانت أكبر بكثير من رئيس مجلس البلدي للمدينة، الذي يعرف كل شيء في عالم الاقتصاد التطبيقي، لكنه لايعرف مسك خيوط اللعبة السياسية، التي هي أساس تدبير المجالس الجماعية، ناهيك عن أن تكون المدينة بمثل هذا التوسع العمراني والتوازنات الاجتماعية والفوارق الكبيرة بين أحياء تعيش قمة الرقي والغنى وأخرى تعيش قمة البؤس وتوجد فيها أعلى نسبة من دور الصفيح.
قدم إلى السياسة من دون مقدمات. علاقاته في مجال المال والأعمال هي التي مهدت دخوله للسياسة، لكن لم يكن طموحه الذهاب بعيدا في هذا المجال. يمتلك كثيرا من الخصائص الإيجابية، منها أنه رجل هادئ ورجل التوازنات الحزبية، لكن من صفاته السياسية السلبية، أنه رجل يتقن الخطابة ولا مواجهة الجموع وإدارة المهرجانات الخطابية أثناء الحملات الانتخابية.
وفي الأخير يبقى السؤال الموجع مُعلقا:
– بماذا أفادها ماضيها، هي الغارقة الآن في بُؤس حاضرها…؟