بمناسبة تخليد الذكرى 65 لعيد الاستقلال المجيد …
انتصارات تتجدد وملاحم تتوطد..
بكبير فخر وعظيم اعتزاز، تتجدد احتفالات الشعب المغربي بالذكرى 65 وملحمة تخليد عيد الاستقلال المجيد، غدا الأربعاء، وبلادنا تعيش أجواء انتصار العرش والشعب بكل مظاهر الافتخار والاعتزاز، بما تجسده هذه الذكرى المجيدة، من معاني التلاحم بين العرش العلوي والشعب المغربي في ملحمة الكفاح الوطني من أجل نيل الحرية والاستقلال والانعتاق من ربقة الاستعمار، التي تستمر اليوم متألقة في أبهى صورها، دفاعا عن حوزة الوطن وصيانة لكافة أراضيه، وانخراطا في معركة الجهاد الأكبر، معركة بناء الوطن وتنميته وازدهاره تحت القيادة السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله.
هذه الذكرى العظيمة هي من أهم المنعطفات التاريخية التي طبعت مسار المملكة ومن أغلى الذكريات الوطنية الراسخة في قلوب المغاربة لما تحمله من دلالات عميقة ودروس بليغة وبطولات عظيمة وتضحيات جسام وأمجاد تاريخية خالدة، وكذا ما تمثله من رمزية ودلالات عميقة تجسد انتصار إرادة العرش والشعب والتحامهما الوثيق دفاعا عن المقدسات الدينية والثوابت الوطنية.
وتحل ذكرى عيد الاستقلال كلحظة تاريخية للتأمل والتدبر في مسلسل الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال وتحقيق الوحدة الترابية، في سياق نضالي شامل ومتكامل يشج أواصر العروة الوثقى بين القمة والقاعدة، ويعزز العهد الوثيق القائم بين الملك والشعب، للمضي قدما على درب تحقيق النمو والازدهار في كل المجالات وبلوغ المملكة المكانة التي تستحقها بين دول العالم.
إن ذكرى الاستقلال، ذكرى ملحمة تاريخية بين الملك والشعب، تعبر عن أسمى معاني التلاحم من أجل الحرية والكرامة، وخوض معارك البناء والتنمية والوحدة، وواحدة من المحطات الماجدة المشرقة في تاريخ بلدنا العزيز. فرحم الله الملك محمد الخامس، ورفيقه في النضال المرحوم الحسن الثاني على ما قدموه من تضحيات جسام، في بناء الدولة الحديثة وصولا إلى عهد الجديد بقيادة الملك محمد السادس مشيد الانجازات التنموية، ومهندس مغرب الحداثة والديمقراطية.
فذكرى الاستقلال، ذكرى وطنية خالدة في أذهان الشعب المغربي، لأنها من الذكريات المجيدة في ملحمة الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال وتحقيق السيادة الوطنية والوحدة الترابية.
هذه الذكرى المجيدة، رسمت في مسار كفاح الشعب المغربي الأبي، مشاهد من أحداث راسخة وجميلة، نحتفل به كل عام، وفاء لما قدمه رجالات الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير، وتخليدا منا للبطولات العظيمة التي صنعها أبناء هذا الوطن بروح وطنية عالية وبإيمان عميق، ووجاهة وعدالة قضيتهم في تحرير الوطن، مضحين بالغالي والنفيس في سبيل الخلاص من نير الاستعمار وصون العزة والكرامة.
القيمة الوطنية اليوم، لتخليد ذكرى الاستقلال، تبرز قيمتها اليوم كمحفز وطني يدعم تأليف القلوب ويقوي اللحمة الوطنية في نفس كل مغربي غيور على وطنه ومحب لملكه.
نتعلم من محطاتها البارزة في تاريخ المغرب المعاصر، دروسا فريدة للعودة لانبثاق الأمة المغربية الحديثة، التي تقوم ركائزها المتينة، على مؤسساتها الدستورية القوية وفي مقدمتها المؤسسة الملكية، التي ما فتئت تقوي دعائم الشعور الوطني، وحب الوطن، في ملحمة تنموية جديدة، أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله، بعد تعيين لجنة خاصة لوضع نموذج تنموي وطني، أطلق مسيرة اقتصادية واجتماعية مزدهرة بنفس وطني عالي انخرط فيه جميع أبناء الوطن.
إن تخليد الشعب المغربي، هذه الذكرى التي تحتفظ بها الذاكرة التاريخية الوطنية، هي فرصة ثمينة، تتجدد من خلالها معاني الترببة الوطنية الصادقة، لأنها تستحضر من خلالها الناشئة والأجيال الجديدة، دلالات ومعان عميقة ذات أبعاد وطنية، تساهم في رفع الوعي الوطني وتقوي من التحام العرش العلوي المجيد بالشعب المغربي، دفاعا عن المقدسات الدينية والثوابت الوطنية واستشرافا لآفاق المستقبل.
إنها مناسبة وطنية خالدة، تؤكد ايضا على الموقف الثابت لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله، وللشعب المغربي، ومعه أسرة المقاومة وجيش التحرير، من أجل الاستمرار الذوذ على تراب وطننا العزيز وصون كرامته وعزته.
احتفالنا اليوم بهذه الذكرى الوطنية الغالية، تؤكد على استمرار التعبئة الوطنية الشاملة وفي مجالات مختلفة، تظهر اليقظة الدائمة للشعب المغربي، وتجنده الدائم بكل أطيافه السياسية والجمعوية، وراء الملك محمد السادس نصره الله، من أجل تثبيت المكاسب الوطنية والدفاع عن وحدتنا الترابية الغير القابلة للتنازل أو المساومة، متشبثين بالمبادرة المغربية القاضية بمنح حكم ذاتي موسع لأقاليمنا الجنوبية المسترجعة في ظل السيادة الوطنية، والاعلان عن نموذج تنموي وطني، سيكون منطلقا لمسار وطني جديد عنوانه البارز حب الوطن من الإيمان.
فبمناسبة احتفال وطننا الحبيب بعيد الإستقلال المجيد الذي يرمز إلى أسمى رموز الوحدة والتماسك بين العرش والشعب.. من طنجة إلى الگويرة.. نود أن نهنئ جميع أحبابنا بهذه المناسبة الكبيرة وندعوا الله عز وجل بأن يديم علينا وعليكم نعمة الأمن والاستقرار، ورفع الله عنا هذا الوباء، وننعم بتحقيق أمنياتنا وأمنياتكم، وكل ما يصبوا له كل مغربي ومغربية من رفاهية وإزدهار وتقدم.
بقلم : عبد الرزاق الزرايدي بن بليوط ، رئيس مجموعة رؤى فيزيون الإستراتيجية و رئيس غرفة التجارة المغربية الإفريقية البرازيلية بالمغرب