من بين الفقرات الأساسية لبرنامج الدورة الثامنة للملتقى الوطني لسينما الهامش ، المزمع تنظيمها بجرسيف من 26 إلى 28دجنبر2020 ، ندوة علمية حول موضوع ” السينما في زمن الحجر بين طقوس الفرجة والغزو الرقمي” وذلك يوم الأحد 27دجنبر2020 على الساعة الثامنة ليلا عبر تطبيق زووم والصفحة الرسمية للملتقى يسيرها الدكتور هشام المكي ويشارك فيها كل من الدكتور طه خالد و الدكتور مصطفى لمريط و الدكتور و المخرج عز العرب العلوي لمحارزي والدكتور الحبيب الناصري،و مقرر الندوة الأستاذ عزيز باكوش . فيما يلي الأرضية الفكرية لهذه الندوة :تعيش البشرية اليوم حدثا كونيا فرض اتخاد مجموعة من التدابير الصحية، منها التباعد الجسدي والحجر المنزلي، في دول عدة بوصفه إجراء احترازيا من الإصابة بفيروس كورونا المستجد “كوفيد19”. لذلك اخترقت هذه الأزمة -القائمة على الحجر الصحي وتقييد الحركة، والحرمان من بعض الحقوق الإنسانية بكل تداعياتها وتأثيراتها- الدول ومؤسساتها والأفراد على السواء، خاصة مع مغادرة المواطنين للفضاءات العامة، ومنعهم من التجوال والاختلاط في الشوارع والأزقة والولوج إلى النوادي والملاهي والمقاهي والفضاءات العامة، ومنها دور السينما والمهرجانات الدولية والمحلية السينمائية التي وجدت نفسها مضطرة إلى تعليق عروضها وأنشطتها إلى أجل غير مسمى حفاظا على سلامة مرتاديها.
كان لهذا الواقع المستجد تـأثير متعدد المستويات في الصناعية السينمائية، فقد شهد موسما سينمائيا استثنائيا، شهد إلغاء بعض الجوائز والمهرجانات الدولية، وتعديل تواريخ جلها، وملاءمة قوانين بعضها قسرا؛ فلأول مرة مثلا، سيسمح للأفلام المبثوثة عبر المنصات المختلفة التأهل للحصول على جوائز الأوسكار، من دون الحاجة لعرضها في دور السينما. كما تأثرت طقوس الفرجة الفردية بسبب تغير العادات بلجوء الناس في زمن الحجر الصحي لبدائل عن ممارساتهم المعتادة، وازدياد نسبة المشاهدات المنزلية للأفلام السينمائية عبر المواقع والمنصات المتاحة في كثير منها مجانا.
وعلى الرغم من قتامة هذه الصورة للمشهد السينمائي، إلا أن هناك اتجاها عاما إلى التأقلم مع هذه الوضعية بالاستغناء المؤقت عن التصوير الخارجي، واتخاذ احتياطات وتدابير صحية داخل الاستوديوهات المغلقة، وتزايد وثيرة الاستعانة ببرامج الكمبيوتر وما يتيحه الذكاء الصناعي الآن من إمكانات لا محدودة بديلة. ورغم اعتقاد البعض بأن صناعة الترفيه والتسلية ما بعد جائحة كورونا سوف تتميز بإبداع أشكال سردية جديدة وحرية في العرض وعدم التقيد بالتنظيم والرقابة الصارمة، إلا أن الكثيرين يدقون ناقوس الخطر فيما يخص مستقبل الصناعة السينمائية، واقتصادات الدول والشركات المنتجة، والتحولات المتسارعة للبنيات الاجتماعية والأخلاقية للمجتمعات وللأفراد بسبب هذا الغزو الرقمي.