يخلد الشعب المغربي و أسرة الحركة الوطنية و المقاومة وجيش التحرير كل سنة ذكرى تقديم وثيقة الإستقلال في تاريخ الحادي عشر من شهر يناير ، ويستحضر الشعب المغربي الأبي هذه المناسبة المجيدة يوم الأثنين المقبل التي جسدت سمو الوعي الوطني وقوة الإلتحام ، وهي محطة مهمة في تاريخ الكفاح الوطني الذي خاضه الشعب المغربي بقيادة العرش العلوي المنيف من أجل الإستقلال و بزوغ فجر الحرية و الوحدة الترابية.
إن إحتفال الشعب المغربي بهذه الذكرى هو إحتفاء بحدث تاريخي مهم و حدث متميز ضمن ما شهده تاريخ المغرب من أحداث التلاحم و الكفاح الوطني و الدفاع عن القضايا الوطنية إنه الحدث المهم في مسار بزوغ فجر الحرية ، لأسباب عديدة منها ، لأول مرة يتم تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال بشكل رسمي وصريح في11 يناير 1944 ، نتيجة للرؤية الملكية الحكيمة لقائد الأمة صاحب الجلالة المغفور له الملك محمد الخامس طيب الله ثراه التي قادها بمساندة قوية من كافة شرائح وأطياف الشعب المغربي الأبي، وفي مقدمتهم رجالات الحركة الوطنية منهم السيد علال الفاسي حيث قال علال الفاسي، الذي كان آنذاك بالمنفى بالغابون “أن هذا العمل كان بداية عهد انسجمت فيه إرادة الملك بإرادة شعبه. )، أيضا جيش التحرير، حيث خاضوا بطولات عظيمة وتضحيات جسام في سبيل الدفاع عن المقدسات والهوية الوطنية، وتحقيق السيادة الوطنية ، ولقد كان الاستعمار الفرنسي في وسط المغرب والاستعمار الإسباني في الشمال وفي الأقاليم الجنوبية.
وحسب وثيقة للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير ، فإن هذه الذكرى تعد من أعز الذكريات المجيدة في ملحمة الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال وتحقيق السيادة الوطنية والوحدة الترابية ، وهي حدث راسخ في ذاكرة كل المغاربة ، الذين يحتفون به وفاء وبرورا برجالات الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير وتخليدا للبطولات العظيمة التي صنعها أبناء هذا الوطن بروح وطنية عالية وبايمان عميق ، وبقناعة بوجاهة وعدالة قضيتهم في تحرير الوطن ، مضحين بالغالي والنفيس في السبيل الخلاص من نير الاستعمار وصون العزة والكرامة.
إننا اليوم كجيل جديد في هذا الوطن العزيز وكشباب ناشئ تلقينا هذه الأفكار و الملاحم الوطنية من أجدادنا و أبائنا إذ علمونا أن بزوغ فجر الحرية و الإستقلال لم يكن بالشيء السهل بل جاء نتيجة التضحيات الجسام وهي مناسبة مهمة لاستحضار القيم و المعاني الراقية لهذه المناسبة الوطنية العزيزة ، وإننا كشباب مفعم بالروح الوطنية الحقة التي تعزز وحدتنا و تضامننا مواقفنا تابثة وتعبئنا مستمرة ويقضتنا موصولة وتجندنا الدائم وراء عاهل البلاد المفدى جلالة الملك محمد السادس نصره الله من أجل الدفادع عن قضايانا الوطنية و ثوابتنا المقدسة متشبتين بكل شبر من أراضينا.
وختاما ندعو الله أن يحفظ مولانا الإمام بما حفظ به الذكر الحكيم، وأدام على جلالته نعمة الصحة والسلامة وطول العمر، وأقر عينه بولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير الجليل مولاي الحسن، وشد أزره بصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وبسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة، إنه سميع مجيب.
بقلم صلاح الدين الدكالي