بقلم : عمر بن نعيم
يحتفل المغاربة بشكل عام برأس السنة الأمازيغية والذي يصادف يوم الثالث عشر من يناير من التأريخ الميلادي من كل سنة ، وبحلول الثالث عشر من يناير الذي يصادف 1 إناير من التأريخ الأمازيغي يدشن الأمازيغ سنتهم الواحدة والسبعون بعد الألفين وتسعمئة ، ويضرب الاحتفال برأس السنة الأمازيغية بجدوره في عمق التاريخ وذلك لكون أغلب المؤرخين الأمازيغ يرجعون الاحتفال بالسنة الأمازيغية إلى ذكرى انتصار الأمازيغ على الفرعون المصري رمسيس الثاني وجيشه في معركة دارت وقائعها على ضفاف نهر النيل سنة 950 قبل الميلاد.
وبعيدا عن رمزية الحدث ودلالته ، فالاحتفال بالعام الامازيغي لم يأتي من العدم بل هو تقويم وتأريخ كباقي التقويمات الأخرى ، حيث احتفظ عليه الامازيغ كغيرهم من الشعوب الاخرى ، والجدير بالذكر أن هذا الاحتفال أصبح لا يقتصر فقط على الامازيغ الناطقين فقط بل نشاهد أيضا تهنئات واحتفالات حتى من الغير الناطقين ، وهذا ما يزكي شرعية المطالبة باقرار رأس السنة الامازيغية عيدا وطنيا ويوم عطلة مؤدى عنه كباقي التقويمات الأخرى الغريغوري والهجري على حد السواء، لأنه لا يقتصر على فئة معينة بل مطلبا شعبيا لجميع المغاربة.
فالبرغم من مسار المصالحة الذي دشنه المغرب مع الأمازيغية في العقدين الأخيرين، انطلاقا من خطاب الملك محمد السادس نصره الله بأجذير والذي أكد فيه على مدى أهمية الثقافة الامازيغية بالنسبة للمغرب ، ومرورا بإنشاء المعهد الملكي للثقافة الامازيغية والذي عرف النور سنة 2001،ثم بعد سنوات من الانتظار جاء دستور 2011 ومعه جاء الاعتراف باللغة الامازيغية كلغة رسمية للدولة الى جانب اللغة العربية ، لكن دائما ما نجد نوع من التماطل وانعدام الرغبة لدى الحكومة اتجاه هذا المكون الثقافي وما يؤكد هذا هي المذة التي قضاها القانون التنظيمي الخاص بتفعيل الطابع الرسمي للغة الامازيغية في دهاليز الحكومة أي ما يقارب ولايتين تشريعيتين كاملتين ، حيث لم يخرج للوجود حتى سنة 2019 أي بعد ثمان سنوات على اعتماد اللغة الامازيغية لغة رسمية في الدستور المغربي، ونجد نفس الشيء ينطبق على المطالبة بإقرار رأس السنة الأمازيغية كعيد وطني ، إذ نجد التعامل مع هذا الموضوع يعرف نوع من التردد واللامبالاة من طرف الجكومة .
ولهذا يمكن القول أن مكتسبات الامازيغية لن تكتمل سوى بالإعتراف برأس السنة الأمازيغية كعيد وطني ويوم عطلة مؤدى عنه.
وفي الاخير يجب التأكيد على أن الاحتفال برأس السنة الامازيغية أصبح ضرورة ملحة في ظل التجاهل الرسمي للحدث والمحاولات اليائسة لبعض الأصوات النشاز في التشكيك في تاريخنية ومرجعية الاحتفال.