بقلم : المهندس عبد الرزاق الزرايدي رئيس مكتب غرفة التجارة البرازيلية المغربية في المملكة المغربية
الإصلاحات الرئيسية والمشاريع الكبيرة التي أطلقها المغرب بقيادة جلالة الملك محمد السادس حفظه الله تعالى على مدار العشرين عامًا الماضية تجعله أحد أفضل الوجهات في العالم اليوم للاستثمار وتطوير الأعمال ، فقد سلك المغرب طريق التنمية الاجتماعية والاقتصادية ، وأصبح واحداً من أفضل الوجهات في العالم للاستثمار ويضع نفسه كقوة اقتصادية إقليمية في القارة الإفريقية؛ لهذا يتجة عدد كبير من المستثمرين العرب والاجانب الذين يرغبون في استثمار اموالهم خارج الحدود الي الاستثمار في المغرب. كذلك يتجة عدد كبير من اصحاب الشركات العربية والاجنبية التي ترغب في التوسع وافتتاح مكاتب او فروع جديدة في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا الي المغرب. وبكل تأكيد هؤلاء المستثمرين واصحاب الشركات لا يذهبون الي هذا البلد الرائع بناء علي اهواء شخصية او بمحض الصدفة وانما يذهبون الية لما يتمتع بة من مزايا عديدة يمكن ان تخدمهم وتخدم اعمالهم وتساعدهم علي تحقيق المزيد من الارباح. هذة المزايا سنعرضها كاملةً بإذن الله تعالي خلال هذا المقال كما سنعرض اهم الفرص الاستثمارية المتاحة (القطاعات التي يمكن الاستثمار فيها) وقوانين الاستثمار كما سنعرض اسماء مجموعة من كبري الشركات العالمية التي اختارت المغرب كبلد للتوسع والاستثمار وبالاضافة الي ذلك سنعرض مجموعة من النصائح الهامة للنجاح. وبالتالي سيكون هذا الموضوع بمثابة دليل بسيط ومميز لكل من يرغب في الاستثمار في المغرب.
مزايا الاستثمار في المغرب:
١- التكاليف التنافسية:
يبعد المغرب حوالي 14 كليو متر فقط عن اوروبا وتعد موقع تنافسي للتصدير الي الاسواق الاوروبية.تكلفة الايدي العاملة تبلغ في المتوسط حوالي 350 دولار وهذا المبلغ اقل بحوالي 10 اضعاف من متوسطات الاجور في اوروبا.تبلغ تكاليف تصدير الحاوية الواحدة أقل بكثير من تكاليف التصدير في العديد من دول العالم.تدفع الشركات العاملة في المغرب أقل نسبة من ارباحها كضرائب وهذة النسبة تعد الاكثر تنافسية في المنطقة.
٢- اقتصاد قوي ومستقر:
يعد الاقتصاد القوي والمستقر لأي دولة واحداً من اهم الاسباب التي تدفع الشركات العالمية والمستثمرين الي الذهاب اليها والاستثمار بها. ولحسن الحظ فإن المغرب يعد من البلدان الاكثر استقراراً في المنطقة ويتمتع بإقتصاد قوي وآمن.
فالاقتصاد ينمو بشكل سنوي بمعدل 5% مابين الاعوام 2005 وحتي 2009 ولا زال ينمو حتي يومنا هذا.الازمة العالمية في 2009 اثرت في اقتصاديات اغلب الدول ولكن الاقتصاد المغربي صمد ونما بمعدل 5%.معدلات التضخم تعد من الاقل بين دول المنطقة.
٣- موقع جغرافي متميز:
الموقع الجعرافي للدولة يعد ايضاً واحداً من اهم الاسباب التي تدفع المستثمرين واصحاب الشركات العالمية الي القدوم للدولة والاستثمار بها، ولعل الموقع الجعرافي للمغرب يضعها بين افضل دول العالم، فمنها يسهل الدخول الي الاسواق الاوروبية حيث انها تبعد حوالي 14 كليو متر فقط عن السواحل الاوروبية، كذلك يسهل التصدير من المغرب في جميع الاسواق العربية والدول الإفريقية . وبسبب هذا الموقع الجعرافي المتميز للمغرب فإنها تمكنت من ابرام العديد من الاتفاقيات المتعلقة بالتجارة الدولية، وبهذا سيجد المستثمرين سهولة وراحة عند العمل علي تصدير منتجاتهم الي مختلف الاسواق العالمية.
٤- بُني تحتية عالمية:
توجد شبكة جيدة من الطرق وعن طريقها يمكن التحرك بسهولة داخل البلد كذلك توجد العديد من الموانئ والمطارات وبالتالي يسهل تصدير المنتجات الي مختلف الاسواق العالمية، كذلك توجدة شبكة اتصالات متطورة وعن طريقها يمكن التواصل مع جميع العملاء والشركات في مختلف انحاء العالم.
٥- موارد بشرية عالية الكفاءة:
اغلب سكان المغرب هم من فئة الشباب (15-35 عام) وعدد هائل من هؤلاء الشباب تلقي العلم في الجامعات المختلفة ولديهم قدرات عالية، ايضاً يتميز السكان في المغرب ودول شمال افريقيا عامة بقدرتهم علي التحدث بلغتين او اكثر، فالأكثرية يتحدثون العربية والفرنسية وعدد كبير منهم يتحدث لغة ثالثة وغالباً ما تكون الاسبانية لقرب اسبانيا من المغرب او الانجليزية لأنها اللغة السائدة في العالم. وبهذا يمكننا القول بأن الشخص او الشركة الراغبة في الاستثمار في المغرب يمكنها ان تحصل علي عمالة علي درجة عالية من الكفاءة وبسعر رخيص.
٦- الامتيازات والدعم الحكومي:
تشجع الدول المستثمرين الي القدوم الي بلدانهم للاستثمار بها عن طريق ابراز اهم مزاياها ووعدهم بتقديم الكثير من الدعم والامتيازات. والمغرب تعد واحدة من تلك الدول، فالحكومة تقدم الدعم وتعمل علي التنظيم والاشراف وتسعي لتطوير كافة القطاعات.
٧- مناخ اعمال متميز:
اتخذت المغرب مجموعة من الاجراءات والتدابير من شأنها خلق بيئة اعمال تتلائم مع المستثمرين الوافدين من الخارج، ومن ضمن تلك التدابير والاجراءات، مايلي.
تبسيط الاجراءات الادارية لإنشاء الشركات.تقوية وتفعيل القوانين المتعلقة بحقوق العمال.تطوير الاسواق المالية وتحديثها.تأسيس ادارة مركزية لمكافحة الفساد.تأسيس لجنة وطنية لبيئة الاعمال.العمل علي تحسين الشفافية التنظيمية.
الفرص الاستثمارية المتاحة:
هناك العديد من القطاعات الهامة التي تشجع المغرب المستثمرين علي الاستثمار بها، ومن اهم هذة القطاعات، ما يلي،،
قطاع طاقة الرياح.قطاع الطاقة الشمسية.قطاع الصناعة والانتاج.قطاع الزراعة.قطاع الصيد.قطاع السياحة.قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.قطاع اللوجستية “السوقيات”قطاع التجارة والتوزيع.
شركات عالمية اختارت الاستثمار في المغرب:
هناك العديد من الشركات العالمية اختارات ان تكون المغرب مقرا لفروعها في المنطقة العربية او شمال افريقيا، ومن بين تلك الشركات (دانون، ديل، بريمو الاسبانية، اتلنتك فري زون، اس تي مايكرو الكترونيكس، بروكتر أند جامبل، رينو الفرنسية، وغيرهم من الشركات العالمية). وبالطبع هذه الشركات لم تذهب الى المغرب الا لأنها وجدت فيها من مزايا ما لم يتوافر في غيرها من الدول.
نصائح للنجاح:
- يجب اولاً دراسة السوق المغربي دراسة جيدة ومعرفة متطلباتة واحتياجاتة- اختيار المدينة التي تتناسب مع نوع الاستثمار وذلك لخفض التكاليف وسرعة الانجاز- دفع الضرائب في اوقاتها يسمح بحرية التصرف في الاموال وتحويلها للخارج لذلك لا يجب التأخر في دفعها- المخالفات المرتكبة بقصد من قبل المستثمرين تؤثر عليهم سلباً وتسبب لهم الكثير من المتاعب – لذلك يجب معرفة قوانين الاستثمار في المغرب والعمل بها- يجب ان تكون للمستثمر عين ثاقبة وقادرة علي اكتشاف الفرص المتاحة ومحاولة استغلالها بأفضل طريقة ممكنة ليضمن بذلك زيادة اسهمه وارباحة- يجب على المستثمر الذي يرغب في الاستثمار في المغرب أن يطرق أبواب المؤسسات الرسمية المختصة، ومن الأحسن أن يكون بواسطة الغرف التجارية؛ لأن الغرف من اختصاصاتهم وأهدافهم تقديم الخدمات في هذا المجال، وعليه فغرفة التجارة والصناعة المغربية البرازيلية الإفريقية بمدينة ساوباولو ومكتبها في مدينة الدار البيضاء في المغرب هي في خدمة أي مستثمر في البرازيل أو دول أمريكا اللاتينية يريد الاستثمار في المملكة المغربية؛ علما أن المغرب بوابة الاستثمار وجسر عبور إلى افريقيا وأوروبا والدول العربية لموقعه الجغرافي المتميز.