تناول الإعلام الإسباني مباشرة بعد أزمة سبتة ، حيث أوردت وكالة الأنباء الإسبانية “إيفي”، يوم أمس و الذي تخبر فيه بأنه تم رفع شكاية ثانية أمام أعلى محكمة قضائية إسبانية (المحكمة الوطنية) في أقل من شهر، ضد رئيس جبهة “البوليساريو” إبراهيم غالي، الذي دخل إسبانيا بهوية مزورة تحمل اسم محمد بن بطوش، و تضيف نفس الوكالة بأنه تم استدعاء هذا الأخير من طرف القضاء الإسباني لكنه رفض الامتثال و التوقيع على أي وثيقة قبل التشاور مع السلطات الجزائرية.
صحيفة “ليبرتاد” الإسبانية الإلكترونية هي الأخرى أوردت مقال في غاية الأهمية، يتهم المخابرات الجزائرية بإرسال إبراهيم غالي عن عمد للعلاج في إسبانيا لإحداث أزمة عميقة بين مدريد والرباط، و قد تساءلت الصحيفة بالقول: إذا كان إبراهيم غالي هو زعيم جبهة البوليساريو، فلماذا يتعين عليه الاتصال بالسفارة الجزائرية؟ و ذلك حسب ما أجاب به القضاة الإسبان: بخصوص التوقيع أو عدم استلام الإشعار.
وبخصوص صحيفة “إل باييس” واسعة الانتشار، فقد علقت هي الأخرى على خبر رفض إبراهيم غالي التوقيع على الاستدعاء داخل المستشفى عقب تسلمه الأمر من المحكمة، و قالت بأن المصالح الاقتصادية (الغاز) والتدخلات الدبلوماسية تقف حاجزا أمام فرض القاضي والنيابة العامة للإجراءات القانونية ضد إبراهيم غالي رغم طلب المشتكين الذين يخشون أن يغادر إسبانيا، كما أن الطبيب الجزائري الذي يرافقه والمتحدث باسمه يتحجج في كل مرة بأن حالته الصحية وقدرته المعرفية “غير كافية” لإخضاعه للتحقيق.
أما صحيفة “إلموندو” الإسبانية فقد كشفت يوم أمس الأربعاء، بأن العاهل الإسباني “فيليبي” قد سبق و اتصل هاتفيا برئيس حكومته، “بيدرو سانشيز” وعرض عليه التدخل لدى الملك محمد السادس لنزع فتيل الأزمة بين البلدين، و تابعت ذات الصحيفة، بأن العاهل الإسباني، لازال ينتظر موافقة حكومته، من أجل إجراء مكالمة هاتفية مع الملك محمد السادس.
ونشرت صحيفة “أ بي ثي” الإسبانية، يوم أمس الأربعاء، في افتتاحيتها مقالا ينتقض سياسة حكومة الائتلاف الإسباني بقيادة الاشتراكي “بيدرو سانشيز” اتجاه المغرب و الذي اعتبرته الصحيفة حليف استراتيجي، و قد حملت الافتتاحية كامل المسؤولية لإسبانيا بسبب ارتكابها العديد من الأخطاء الفادحة، أولها عندما سمحت رئاسة الحكومة لنائب الرئيس السابق للحكومة “بابلو إغليسياس” بالتحدث عن سيادة الصحراء، ثم تلاه التملص من دعم الولايات المتحدة للمغرب، و أضافت ذات اليومية بأن هذه المواقف كشفت عن أوجه الضعف في الدبلوماسية الإسبانية والسطحية التي يتعامل بها رئيس الحكومة “بيدرو سانشيز” مع السياسة الخارجية للبلاد، كما أكدت في ذات السياق على أن استقبال إسبانيا لزعيم “البوليساريو” دون إبلاغ المغرب كان خطأ جسيما آخر لا يغتفر، وخلص كاتب الافتتاحية إلى أن “سانشيز” يتحمل مسؤولية عجزه المتكرر عن إدارة العلاقات مع الرباط.
أما بالنسبة لصحيفة “ABC” الإسبانية المحسوبة على اليمين فقد نشرت مقال مطول يفهم منه بأنه لم يرقها الاتصال الذي أجراه وزير الخارجية الأمريكي، “أنطوني بلينكن”، بنظيره المغربي، ناصر بوريطة، والذي ثمن فيه دور المغرب كفاعل أساسي في استقرار المنطقة، حيث انتقدت الصحيفة الإسبانية دعم الولايات المتحدة الأمريكية للمغرب في خضم الأزمة الديبلوماسية التي تعيشها مدريد مع الرباط، وهو ما اعتبرته الصحيفة بأنه “وقاحة ديبلوماسية” من إدارة “بايدن”، خصوصا وأن الأخير لم يتصل قط برئيس الحكومة الإسبانية منذ توليه الرئاسة خلفا لدونالد ترامب.
وبخصوص تطور قضية المهاجرين غير الشرعيين فقد أداعت قناة “فارو تيفي” الإسبانية هذا اليوم في وقت مبكر ربورتاج متلفز يتحدث عن جديد الأحداث بمدينة مليلية، و يخبر بأن العشرات من سكان الناظور اخترقوا معبر “ماري واري” في حدود الساعة الثانية صباحا، و ذلك من خلال القفز على السياج الفاصل بين مليلية و منطقة ماري واري بالناظور، و قد تمكن عدد منهم بالفعل من العبور، فيما ألقي القبض على آخرين.