استمرت صحيفة “أوك دياريو” الإسبانية في كشف بعض الكواليس المحيطة بعملية دخول زعيم الانفصاليين إبراهيم غالي إلى إسبانيا، فبعد كشفها تردد اسمين بارزين من البوليساريو على مستشفى لوغرونيو حيث يرقد، قالت إن واحدا من هذين الاسمين كان قد مهّد لدخول غالي إلى الإقليم بلقاءات مع مسؤولين وعمداء بلديات ينتمون جميعا إلى الحزب الاشتراكي العمالي، الذي ينتمي إليه رئيس الحكومة بيدرو سانشيز.
الصحيفة قالت إن عبد الله حماد، الذي زار مؤخرا غالي في المستشفى رفقة سالم لبصير، أحد قياديي الجبهة، كان قد أجرى لقاءات مع أعضاء من الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، إلى جانب عُمداء مدن من نفس الحزب، تمهيدا لدخول غالي. ومن بين هؤلاء رئيس البرلمان الإقليمي ورئيسة الإقليم كما يتضح من الصور التي نشرتها اليوم “OKDIARIO”.
حماد بدأ جولاته مع رئيس البرلمان الإقليمي في فبراير بالمكتب الرسمي للسلطة الثانية في الحكومة المستقلة. بعدها زار أربع مدن والتقى بعمدائها، من ضمنهم عمدة أرنيدو الذي يجهر في أكثر من مناسبة بدعمه للانفصاليين ضد المغرب ومستعد لتقديم أي مساعدة لهم.
وقبل أربعة أيام فقط من وصول غالي إلى لوغرونيو، أجرى حماد آخر لقاء مع منسقة الحزب في إقليم لاريوخا، كما تُظهر الصور.
وكان سالم البصير، الذي يُوصف بأنه الذراع اليمنى لزعيم الانفصاليين، أكد أن الأخير لن يمثل أمام القضاء، وأنه سيغادر إسبانيا بعد حوالي 10 أيام بعد تماثله للشفاء. تصريح البصير جاء ضمن تحقيق استقصائي أجرته صحيفة “أوك دياريو”، قادها إلى مستشفى سان بيدرو دي لوغرونيو حيث يرقد غالي، وفيه أجرت مقابلة قصيرة مع البصير على بعد خمسة أمتار من الغرفة التي يرقد فيها.
وعن إعادة رئيس المحكمة المركزية رقم 5 للمحكمة الوطنية، سانتياغو بيدراز، فتح القضية ضد إبراهيم غالي، في جرائم تتعلق بالإبادة الجماعية والاحتجاز غير القانوني والإرهاب والتعذيب والاختطاف، واستدعائه للمثول أمام المحكمة في 1 يونيو، قال البصير إن غالي لن يدلي بشهادته.
غير أن قاضي التحقيق بالمحكمة الوطنية بمدريد، راسل، أمس الثلاثاء، زعيم البوليساريو مُذكرا إياه بضرورة المثول أمام القضاء في فاتح يونيو المقبل. وتشير وثيقة القاضي التي نشرتها صُحف إسبانية إلى أنه يتعين على زعيم الانفصاليين تعيين محام للترافع عنه في جلسة 1 يونيو المقبل في المحكمة الوطنية، وإذا تعذر عليه بسبب حالته الصحية فإن الاستماع سيكون عن بُعد.
وذكرت بأن موضوع الاستماع يتعلق بشكايتين؛ الأولى قدمتها ضده الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان، والثانية رفعها فاضل بريكة ضد غالي يتهمه فيها بالاختطاف والتعذيب.
ويأتي هذا في وقت أشارت صحيفتا “إلباييس” و”كادين سير”، أمس الثلاثاء، إلى أن زعيم جبهة البوليساريو وافق على المثول أمام القضاء الإسباني عبر تقنية الفيديو.