قررت المملكة المغربية تنظيم عملية مرحبا 2021 بشكل تدريجي وباعتماد لائحتين اثنتين حسب الوضعية الوبائية في كل دولة، وفي اللائحة الأولى التي لا تفرض سوى شهادة التلقيح واختبار PCR سلبي، تتواجد معظم الدول الأوروبية التي تضم الغالبية من المهاجرين المغاربة وسيكون عليهم أن يقطعوا البحر المتوسط عبر مسلكين، الأول من فرنسا والثاني من إيطاليا أي أن العبور من إسبانيا لن يكون متاحا.
وهذه هي السنة الثانية على التوالي التي تقرر فيها السلطات المغربية عدم فتح أي معبر بحري مع إسبانيا، بما في ذلك معابر المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية؛ وهو ما يضيع على الجار الشمالي عائدات جمركية ورواجا تجاريا لمئات آلاف المغاربة الذين كانوا يعبرون عبر الموانئ الإسبانية؛ من قبيل الجزيرة الخضراء، وألميريا، وفالنسيا….
وحسب إحصائيات عملية “مرحبا 2019″، فقد زار المغرب حوالي 3 ملايين مغربي وحوالي 800 ألف مركبة عبرت من موانئ إسبانيا؛ فيما يقدر أفراد الجالية بحوالي 5 ملايين مغربي ومغربية، ينتشر أغلبهم في دول القارة الأوروبية.
إضافة إلى ذلك، فإن قرار عدم فتح الحدود في وجه المغاربة من أجل قضاء العطلة الصيفية بالخارج، يحرم إسبانيا من حوالي 800 ألف سائح مغربي كانوا يفضلون قضاء العطلة السنوية في مدن إسبانية.
وقبل قرار السلطات المغربية في السنة الماضية والحالية، كان ميناء طنجة المتوسط يتصدر نقط عبور الجالية، يليه مطار محمد الخامس بالدار البيضاء، ثم باب سبتة.
وتشير أرقام سنة 2019 إلى أن 44 في المائة من أفراد الجالية المغربية خلال عملية “مرحبا 2019” اختاروا الدخول جوا إلى التراب الوطني؛ فيما وقع اختيار 38 في المائة منهم على الممر البحري، وهو ما يعني فقدان إسبانيا لعائدات مالية كبيرة هي في حاجة إليها للتخفيف من تراجع العائدات السياحية بسبب تأثير الجائحة.
ويستمر المغرب في تعليق عملية “عبور المضيق”، التي تعتبر الأضخم في العالم؛ لأنها لا تقتصر فقط على الجالية المغربية بل تشمل أيضا على الجاليات الإفريقية التي كانت تستعمل الموانئ الإسبانية والمغربية قصد العبور إلى بلدان إفريقية.
وتصدر خبر استثناء المغرب للموانئ الإسبانية من عملية “مرحبا 2021” واجهات الصحف والمواقع الإسبانية، اليوم الاثنين؛ فيما ربطت بعض المنابر الإعلامية الخطورة بالأزمة الدبلوماسية القائمة بين الرباط ومدريد.
واعتبرت صحف إسبانية أن هذا القرار سيكون له تأثير على العائدات الجمركية الإسبانية التي تنتعش عادة في فترة الصيف مع أكبر عملية عبور بين القارتين، مضيفة أن هذا الضرر يضاف إلى خسائر إلغاء العبور السنة الماضية عبر الموانئ الإسبانية.