تفاعل قاضي التحقيق في محكمة سرقسطة مع إفادات قائد القاعدة الجوية لسرقسطة التي نزلت فيها الطائرة الجزائرية التي أدخلت زعيم الانفصاليين إلى إسبانيا، والذي ورّط بتصريحاته وزيرة الخارجية غونزاليس لايا بعدما أكد أنها هي التي أمرت بإدخال غالي دون إخضاعه لأي مراقبة.
كشفت تقارير إعلامية إسبانية أن قاضي التحقيق في محكمة سرقسطة طلب، اليوم الأربعاء، من مسؤولي وزارتي الداخلية والخارجية والقيادة العسكرية، مده بتسجيلات المكالمات والاتصالات وهويات الذين أمروا قائد القاعدة الجوية لسرقسطة بعدم إخضاع الطائرة الجزائرية التي أقلت زعيم الانفصاليين لأي مراقبة.
وقالت صحيفة “إل إسبانيول” إن أوامر القاضي أتت في إطار شكاية قدمها محام يطلب فيها الكشف عمن أصدروا الأمر بدخول طائرة غالي بطريقة غير نظامية، مشيرة إلى أنه تم خرق قواعد عمل القاعدة الجوية التي تنص على مراقبة أي طائرة أجنبية قادمة من دول خارج منطقة شنغن.
ونقلت الصحيفة مضامين الدليل المهني المعمول به في القاعدة بناء على منشور لوزارة الخارجية، والذي ينص على أن أعضاء البعثات الدبلوماسية يجب أن يعرّفوا بأنفسهم عند مراقبة الحدود بجواز سفرهم وبطاقة هويتهم واعتماد ساري المفعول عند الدخول أو مغادرة إسبانيا.
المصدر ذاته أوضح أن قاضي التحقيق يريد معرفة إن كان هناك ملف إداري تم إنجازه عن الرحلة الجوية، وكذا مستندات جميع الاتصالات التي جرت مع وزارة الخارجية أم إن ذلك اقتصر على أوامر شفوية.
الموضوع تطرقت إليه أيضا صحيفة “أ بي سي”، إذ أشارت إلى أن القاضي طلب من رئيس الأركان الجوية الجنرال خافيير سالتو مارتينيز أفيال مده بتفاصيل الاتصالات مع وزارة الخارجية وأسماء كل من تبادل التعليمات قبل وبعد هبوط الطائرة.
وأشارت إلى أن القاضي أمر، أيضا، بالتحقيق في عملية نقل غالي على متن سيارة إسعاف من قاعدة سرقسطة الجوية إلى مستشفى لوغرونيو، خصوصا أنها تابعة للخدمات الصحية في أراغون.
وكانت صحيفة vozpopuli الإسبانية أكدت، نقلا عن مصادر دبلوماسية، أن وزيرة الخارجية أخفت خبر دخول غالي على كبار مسؤولي وزارتها.
وبحسب الصحيفة، فإن لايا لم تخبر كريستينا غالاش، التي تعتبر ثاني أهم مسؤول في وزارة الخارجية الإسبانية، كما أنها أخفت الخبر حتى على السفير الإسباني في الجزائر فيرناندو موران.
كما أن لايا لم تخبر مسؤول مصلحة المغرب العربي في وزارتها، مكتفية بإخبار عاملين في ديوانها لترتيب العملية. ولفتت إلى أن المكتب الإعلامي للوزارة اكتفى بإخبارها بأن “الأشخاص الذين يحتاجون لمعرفة العملية تم إخبارهم بالأمر” دون ذكر تفاصيل أخرى.
يونس أباعلي