باتت الشركات الألمانية المستثمرة في المغرب تشعرُ بالقلق إزاء توقف المشاريع المخطط لها، إذ أكد رئيس غرفة التجارة الألمانية بالدار البيضاء، في تصريح صحافي، أن “تعليق كل شيء بين المغرب وألمانيا، بما في ذلك الاتصالات، يثير القلق”، مضيفا “بالنسبة إلينا، لا نعرف كيف ستسير الأمور”.
وتسببت هذه الأزمة في تجميد أزيد من مليار و400 ألف يورو (ما يعادل 14.8 مليار درهم) من المساعدات المالية التي كانت ستقدمها الحكومة الألمانية للمغرب سنة 2020، كما توقفت جميع أنشطة التعاون بين البلدين، سواء في القطاع العام أو الخاص.
أما المشروع الكبير الذي لا يزال يواجه مصيرا غامضا، فهو المتعلق باستغلال طاقة الهيدروجين الأخضر، الذي يهدف إلى بناء أول مصنع مرجعي واسع النطاق للهيدروجين الأخضر في إفريقيا، ومن المتوقع أن تصل تكلفته إلى 335 مليون يورو.
وكان ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، قد التقى، على هامش اجتماع وزراء الشؤون الخارجية والتعاون من أجل التنمية لمجموعة العشرين (G20) ، بنظيره الألماني، دون إجراء أي لقاء رسمي بينهما لبحث الخلاف الدبلوماسي بين البلدين.
وقاطع المغرب مؤتمر “برلين الثاني” حول ليبيا، الذي انعقد قبل أيام، رغم توجيه وزارة الخارجية الألمانية دعوة رسمية إلى المملكة قصد المشاركة في هذا المؤتمر.
وأكدت الخارجية الألمانية أنها مستعدة للحوار مع المغرب لحلحلة الخلاف القائم، فيما كان بلاغ للخارجية المغربية قد أعرب عن رفض المملكة وجود “محاربة مستمرة، لا هوادة فيها، للدور الإقليمي الذي يلعبه المغرب، وتحديدا دوره في الملف الليبي، وذلك بمحاولة استبعاد المملكة، دون مبرر، من المشاركة في بعض الاجتماعات الإقليمية المخصصة لهذا الملف، كتلك التي عقدت في برلين”.
وحسب توضيحات المغرب، فإن أحد أسباب التوتر كذلك “تواطؤ السلطات الألمانية مع مدان سابق بارتكاب أعمال إرهابية، ولا سيما من خلال الكشف عن معلومات حساسة قدمتها أجهزة الأمن المغربية إلى نظيرتها الألمانية”.