إذا كان التقارب مع “البام” يدخل ضمن الخطوط الحمراء في عهد عبد الإله بنكيران، فإنه في ظل “قيادة” سعد الدين العثماني تحول إلى أمر واقع يفرضه سياق الانتخابات المقبلة، حيث ترسخ التقارب بين القوتين السياسيتين على بعد أقل من شهرين على “تشريعيات 2021”.
وتسعى القيادة الحالية لكل من حزب العدالة والتنمية وحزب الأصالة والمعاصرة إلى طي صفحة الماضي ومراجعة التوجه الإيديولوجي للحزب، في أفق الاستعداد للرهان الكبير “في تشريعيات 2021″، حيث تم رفع درجات التنسيق لمواجهة أي تدخل محتمل للسلطة في سير الانتخابات.
وتعكس تصريحات القيادة الحزبية داخل “البام” و”البيجيدي” وجود رغبة سياسية في الدخول إلى أجواء انتخابات تحت “مظلة” واحدة في أفق التفكير في تحالف مشترك لمواجهة أحد أشرس المنافسين في المشهد، ويتعلق الأمر بحزب التجمع الوطني للأحرار.
خلفيات ..
اللقاء الذي عقد بين قيادة الاصالة والمعاصرة والعدالة والتنمية يبدو كما لو أنه استعداد لـ”تكتل” انتخابي على شكل “G2”، موجه ضد التجمع الوطني للأحرار، خاصة أن بلاغ اللقاء خصص فقرة دالة للحديث عما سماه “المال الانتخابي”، وهو الاتهام الذي توجهه بعض الاحزاب السياسية إلى قيادة حزب “الحمامة”؛ خاصة بعد “تحالف الاحزاب ضد جمعية جود”.
هذا اللقاء بالنسبة إلى حزب الأصالة والمعاصرة فيه مآرب أخرى قد لا تكون لها علاقة بالبحث عن “تبييض الماضي السياسي لحزب نشأ نشأة غير طبيعية”، كما تقول بعض قيادة “البيجيدي”، بالقدر ما هو تقديم للولاء لـ”البيجيدي” من طرف حزب الاصالة والمعاصرة في نسخته الجديدة مع عبد اللطيف وهبي.
أما من جهة العدالة والتنمية، فـ”معركة القاسم الانتخابي” جعلت جميع الاحزاب السياسية في مواجهة “البيجيدي” الذي وجد نفسه معزولا، كما أن نتائج الانتخابات المقبلة التي ستجرى باعتماد القاسم الانتخابي الجديد ستكون متكافئة بين الاحزاب السياسية، وهو ما يمكن أن يجعل “البيجيدي” خارج حسابات التحالف الحكومي إذا لم يتصدر الانتخابات أو يعقد تحالافات أو تنسيق قبلي مع أحزاب معينة.