مباشرة بعد الإعلان عن النتائج النهائية للانتخابات التشريعية، بدأ الحديث عن الحكومة المقبلة، والتي سيتم الانطلاق في تشكيلها مباشرة بعد تعيين رئيسها من طرف جلالة الملك محمد السادس، وبحكم تصدر حزب التجمع الوطني للأحرار لهذه الانتخابات، تُطرح تساؤلات حول مدى حضور برنامجه الانتخابي في البرنامج العام الذي ستعده الحكومة المقبلة؟ وتأثير ذلك على مفاوضات التشكيل؟
قال أنيس بيرو، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، إن البرنامج الانتخابي للأخير، يتجاوب مع إرادة المواطنين، ومنبثق من تطلعاتهم، التي أدلوا بها خلال اللقاءات التي اجتمع فيها ممثلوا الحزب يشكل مباشر مع أكثر من 300 ألف مغربي، مما يفرض الالتزام بتنزيلها على أرض الواقع.
وأوضح بيرو، أن البرنامج الانتخابي لـ”الأحرار”، طرح أولويات المواطنين، وما ينتظرونه من الحكومة المقبلة، والتي تم تحديدها في خمس التزامات، تهم “الحماية الاجتماعية، والصحة، والتشغيل، والتعليم، والإدارة”، مشيرا إلى أن البرنامج أخذ بعين الاعتبار التحديات والإكراهات التي تنتظر الحكومة المقبلة، التي سيكون حزب الأحرار قائدا لها.
وأوضح بيرو، أن رئيس الحزب، عزيز أخنوش، عبر صراحة على ضرورة بناء أغلبية متضامنة ومنسجمة وقوية، سيتم الحرص خلال تشكيلها على التقاطعات بين البرنامج الانتخابي للتجمع الوطني للأحرار، والأحزاب الأخرى، مشيرا إلى أن “الالتزام مع المواطنين، يفرض أن تكون تقاطعات بين البرنامج الانتخابي للأحرار والأحزاب الأخرى التي سيشكل برفقتها الأغلبية”.
وفي هذا الإطار، أفاد المحلل السياسي ورئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية، محمد بودن، أن نتائج الانتخابات التشريعية، تمنح حزب التجمع الوطني للأحرار، الانطلاق من وضع مريح، يمنحه خيارات متعددة للتحالف، ويظهر ذلك جليا من خلال كلمة رئيس الحزب عزيز أخنوش، الذي ركز على البرنامج الانتخابي للحزب سيشكل الأرضية الأولى التي سيتم على ضوئها مناقشة خيارات تشكيل الحكومة.
وقال بودن، إن حزب “الأحرار”، وبفضل التقدم المريح الذي حققه في الاقتراع الأخير، يستطيع تطبيق نسبة مهمة من برنامجه الانتخابي، الذي سيكون مؤطرا بخلاصات لجنة النموذج التنموي الجديد، مع ضرورة التوافق مع الأحزاب المشاركة في الائتلاف الحكومي.
وكان رئيس التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش، المتصدر للانتخابات التشريعية التي جرت في الثامن من شتنبر، قد أكد أن حزبه مستعد للتحالف مع أي حزب توافق توجهاته ما جاء في برنامجه الانتخابي، وقال: “نحن مستعدون للعمل بثقة ومسؤولية مع كل الأحزاب التي تتقاطع معنا في الرؤى والبرامج”.
وذكّر أخنوش ببرنامج حزبه الذي يتألف من 5 التزامات و25 إجراء، حيث ركز على حماية الأشخاص في وضعية إعاقة والأسر التي تعاني من الهشاشة، والاستثمار في الصحة وإنعاش التشغيل وتطوير المنظومة التعليمية، واسترجاع الثقة بين الإدارة والمواطنين.