تفاعل مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، مسؤول سابق في جبهة البوليساريو، مع قرار محكمة العدل الأوروبية التي ألغت اتفاقيتي الزراعة والصيد البحري مع المغرب بناء على طعن تقدمت به الجبهة سنة 2019، بتأكيده على أن “المحكمة لم تنصف غالبية الصحراويين”.
مصطفى سلمى، في منشور توضيح على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” ، علق على القرار بالقول: “المحكمة الأوروبية، في حيثيات حكمها الذي صدر مؤخرا، قالت إن الجبهة تمثل الصحراويين ويحق لها الترافع عن حقوقهم”، ثم زاد: “لا أنكر على المحكمة الأوروبية رأيها وحكمها بخصوص أن البوليساريو تمثل شطرا من الصحراويين، وأنها شريك في التسوية السياسية لنزاع الصحراء التي تقودها الأمم المتحدة”.
وأضاف المعتقل السابق في جبهة البوليساريو: “ما أخالفها فيه هو هل البوليساريو تمثل جلا أو جزءا من الصحراويين المعنيين بنزاع الصحراء؛ فالبوليساريو، إلى حد كتابة هذه الأسطر، ترفض تطبيق قرارات عديدة لمجلس الأمن، تطالب بإحصاء سكان المخيمات الصحراوية الذين تديرهم ويشكلون معظم مناصريها الصحراويين”.
وتابع: “رغم هذا الرفض، فهناك حقيقة ثابتة وموثقة في سجلات الأمانة العامة للأمم المتحدة وبعثتها للصحراء المينورسو، تغنينا عن سؤال البوليساريو حول عدد من تديرهم من الصحراويين وتمثل مصالحهم، وهي أن عملية تحديد هوية من يحق له المشاركة في تقرير مصير الإقليم التي أشرفت عليها بعثة المينورسو توقفت عند الرقم 84 ألفا وبضع مئات من الأشخاص”.
ومضى القيادي السابق في جبهة البوليساريو بالشرح: “أكثر من نصف هؤلاء بقليل مسجل في المغرب، ومنذ ذلك التاريخ عاد الآلاف من المخيمات إلى المغرب، في حين لم تسجل أي التحاقات بالجبهة؛ ما يعني أن الصحراويين الذين يتفق طرفا النزاع على انتمائهم إلى الإقليم يوجد ثقلهم في المغرب وليس في المخيمات”.
وتساءل مصطفى سلمى: “هل من العدل أن نأخذ بمعيار واحد، وهو المشاركة في مسلسل تسوية نزاع، لنعطل مصالح أغلبية تعيش فوق أرضها خارجة لتوها من انتخابات ديمقراطية تعددية حرة وشفافة؟ انتصارا لأقلية تعيش في محمية تحاصرها الأحزمة الرملية والمعسكرات، ترزح تحت حكم نظام حزب واحد يرفض ويمنع التعددية السياسية ويجرم ويعاقب على الاختلاف في الرأي”.
وختم المسؤول السابق في جبهة البوليساريو: “بحكمها المبني على تمثيلية البوليساريو المشكوك فيها للصحراويين، لم تنصف المحكمة الأوروبية الصحراويين؛ وإنما أطالت أمد معاناتهم، وأعطت شرعية ونفسا لنظام أحادي شمولي يجثم على صدور شطر منهم منذ نصف قرن، يصلّون صباح مساء من أجل زواله”.