عز الدين السريفي / رئيس التحرير
بدا لافتا خلال كأس الأمم الافريقية المنظمة بالكاميرون، تغير موقف الجماهير المغربية تجاه منتخب الجارة الشرقية الذي كان الى وقت قريب “فريقا وطنيا ثانيا ” بالنسبة للمغاربة، بعدما كانت الحناجر تصدح باسماء لاعبي محاربي الصحراء والمقاهي والبيوت المغربية تهتز لاهدافهم، بل واعتلت شعارات “خاوة خاوة” مانشيتات جرائد ومنابر اعلامية وطنية.
هذا التغيير في مشاعر التعاطف مع المنتخب الجزائري مرده الى تصرفات نظام عسكري “أحمق ” يحكم الجزائر ، أخرج كرة القدم من سياقها الرياضي الى حلبة الصراع السياسي بالمنطقة ، فكيف لرئيس بلد ان يهنئ منتخب بلاده بعبارة “مليون ونصف مليون مبروك” لمجرد انه انتصر على المنتخب المغربي في كأس العرب، وكيف لرئيس اركان جيش ان يصدر بيانات “عكسرية ” بعد تعادل في مقابلة كرة قدم لاتتعدى المستطيل الاخضر، وكيف لقنوات وابواق الكابرانات ان تهاجم الشعب المغربي بأقبح النعوث والصفات ، كلها أسباب جعلت الجماهير المغربية تدرك زيف شعار “خاوة خاوة ”.
ويبقى المنتخب الجزائري ضحية نظام عسكري لايتردد في استغلال كل صغيرة وكبيرة لنفث سموم التفرقة بين الشعبين وترسيخ نظرية المؤامرة التي اتضح ان مؤسسة العسكر الحاكمة هي من تحيكها ضد الشعب الجزائري بعد الاجهاز على مقدراته وتجويعه ودفعه الى الانتظار في طوابير الحليب والزيت ، نظام دكتاتوري وجد في انتصارات كرة القدم وتعادلاتها تغطية على فشل ذريع في ايجاد حلول للمشاكل الاجتماعية والاقتصادية لبلاد ” المليار ونصف مليار شهيد “.