لم تكن تتوقع أن يستقر بها المقام في مهنة المحاماة، ولا أن تعتلي منصة نواب رئيس مجلس النواب، هي جمعوية من عائلة ثرية عريقة، عائلة إدحلي المعروفة بـ”بيشا”، ذات الصيت والوقع والمكانة في سوس، من أكبر أعيان المنطقة وأبرز الفاعلين الاقتصاديين فيها، ارتدت البذلة السوداء إيمانا منها بدور المحامية والمحامي في المجتمع من خلال إحقاق الحق ومناصرة المظلومين.
زينة إدحلي “بيشا”، عائلتها تتحدر من منطقة “السيحل”، تابعت دراستها بتيزنيت قبل أن تنتقل إلى كلية الشريعة بآيت ملول التي حصلت فيها على الإجازة. وبإلحاح من أسرتها، حصلت بعد ذلك على ماستر الأعمال من مؤسسة جامعية خاصة بأكادير، لكن شغفها بالقراءة والمطالعة وبالثقافة القانونية أساسا، أعادها إلى مدرجات كلية الحقوق بأكادير حيث حصلت على إجازة في القانون سنة 2016، ثم ماستر سنة 2018.
هي من عائلة تتنفس “الأعمال” في مجالات العقار والصناعات الغذائية والسيارات، وغير ذلك، لكن “زينة” أصرت على مواصلة مسيرة البحث العلمي في المجال القانوني، وهي اليوم طالبة باحثة بسلك الدكتوراه في التخصص نفسه، وبذلك تجمع بين مهام متعددة؛ فهي ترافع لصالح موكليها وترافع انطلاقا من مهمتها كنائبة برلمانية ومستشارة بمجلس الجهة وبالجماعة في قضايا تنموية محلية وتشريعية وطنية.
لقبها “بيشا” تعتبره مفخرة الانتماء، على حد قولها، ويزيدها ذلك حماسة للاستمرار في لعب الأدوار نفسها التي لعبها الآباء والأجداد من العائلة، كل ذلك مغلف بـ”حب الوطن وملك البلاد”، وبقناعات راسخة بكون مساهمة أي فرد في تنمية رقعة من البلاد، هي بمثابة تعبير عن روح الانتماء لهذا الوطن.
غيرتها على سوس وأبنائها دفعتها إلى إحداث مركز سوس ماسة للدراسات القانونية والاجتماعية، والهدف من ذلك، بحسبها، هو “تقريب الأنشطة الثقافية والفكرية من الطالبات والطلبة ومن المهتمات والمهتمين”، فأخذت على عاتقها تنظيم ندوات ولقاءات فكرية وعلمية بمختلف مناطق سوس على غرار تلك التي يشهدها “المركز”، الهدف الوحيد منها هو إشباع رغبات الطالبة والطالب والباحث السوسي في المجال العلمي والأكاديمي والثقافي الفكري.
وبما أنها مهتمة بالقانون، أولا كمحامية ثم ثانيا كطالبة في سلك الدكتوراه، فقد كان لها السبق على المستوى الوطني في إحداث جائزة أفضل أطروحة دكتوراه في القانون على المستوى الوطني، مبرزة بذلك شغفها العلمي والأكاديمي، وشخصيتها الحقوقية والقانونية، حيث تترفع عن تصنيفها ضمن خانة النساء اللواتي وجدن الورود مفروشة لاعتلاء مناصب أو مهام انتدابية أو مهنية.
زينة “بيشا”، الأم لثلاثة أبناء، ما زالت تمارس دورها في الدفاع عن قضايا موكليها بمختلف المحاكم ضمن هيئة المحامين بأكادير، كلميم والعيون، رغم أنها نالت الثقة لتولي مهمة نائب بمجلس النواب، بعد أن حازت لائحتها عن مقعدين ممثلين لجهة سوس ماسة باسم حزب التجمع الوطني للأحرار بما يفوق ثلث مليون صوت. وعلى الرغم من ذلك، “تظل زينة وفية لمبادئها الحقوقية والقانونية، ولا تتأثر بمناصبها قيد أنملة”.
