تابع كثير من المغاربة خرجة سعيد عويطة التي يشتكي فيها في برنامج شهرزاد عكرود ، وهو يقول بأنه كان ضحية غدر وخيانة من طرف زوجته، التي لم تراع ثقته فيها و معاشرته لها لمدة 37 سنة، والتي كللت و أثمرت بأبناء ، لتستغل في الأخير ، تحريره لها وكالة عامة للتصرف في أمواله وأملاكه أثناء غيابه، وتخون الأمانة وتسرق كل شيء من الأموال والممتلكات .
طليقة عويطة هي الأخرى لم تسكت، وخرجت لتعري سعيد عويطة أمام العالم، وترسم له بكلامها صورة بشعة غير تلك التي يعرفه الناس عليها ، و تصفه بالخائن ، والغدار، والزاني الذي يضربها ، و لم يراع حق الله فيها، ولم يهتم بتربية أبنائه أبدا .، وبأنها هي التي كانت ضحيته ، وتحملت معه ظروف عيش قاسية لا تطاق، فقط من أجل أبناءها ….
وفجأة تجيش الإعلام ليشحد سكاكينه القاتلة ، ويذبح ويسلخ سمعة وشرف عائلة عويطة ، ويبيعها لمتابعيه ، وأصبح ذكر إسم عويطة في المجامع مرتبط بالحديث عن شرف العائلة ، وعقوق الوالدين ، وضرب الزوجة ،والفساد ، والإجهاض، وخيانة الأمانة….ولم يبق الإسم مرتبط كما كان من قبل بألعاب القوى،والبطولات، والإنجازات، والأرقام ،
وتحول المغاربة لقضاة شارع، يصدرون أحكاما على عويطة العاق: ” عويطة الزاني ، عويطة البخيل … عويطة الذي لا يصوم ولا يزكي، ويخلصون للحكم النهائي أن عويطة ينال حاليا جزاءه، وعقابه من الله على ما اقترفه طوال سنوات ” ،
ثم صدرت أيضا أحكام أخرى على طليقته: ” طماعة ، سلبت أمواله التي تعب في جمعها طيلة حياته، ..مستغلة …وووو ” .
فأين تكمن الحقيقة؟
بالنسبة لي، إن الحقيقة الواضحة للعالم ، والتي لا يمكن لأي كان أن يشوهها ،أو يغيرها ، أو ينكرها. ،وهي أن سعيد عويطة بطل شرف وطنه ، وسيضل بطلا، وليس أي بطل، بل بطلا من العيار الثقيل، الذي كان أول من أهدى للمغرب مكانة كبيرة جدا جدا ، في ألعاب القوى العالمية ، ومهد الطريق لأبطال آخرين اقتدوا به وسلكوا مسلكه ، ليصعدوا منصات التتويج العالمية ، ومنهم من أشرف سعيد شخصيا في تدريبهم ، وساهم مباشرة في صنعهم ، كان سعيد عويطة من الناس الذين أهدوا الفرحة للمغاربة في وقت كانوا في أمس الحاجة إليها …أنا لست بصدد الدفاع عنه ، ولم يطلب مني ذلك، ولكن العقل، والعدل، والمنطق ، يؤكدون على أننا ملزمون كمغاربة بتقديره واحترامه ، وتوقير خصوصياته، وأن نتوقف عن التكلم عنه بسوء ،
قد يقول لي البعض منكم أن سعيد عويطة هو من اختار الخروج للعلن ، للحديث عن مشاكله الخاصة، وإطلاع الناس عليها ، سأجيبكم بأنني أوافقكم الرأي، وأنا في رأيي أن خرجة البطل سعيد عويطة للعلن، لفضح طليقته كانت خطأ غير محسوب العواقب ، وأتمنى أن لا يعود عويطة لإرتكاب نفس الخطأ مرة أخرى، وأرى أنه مهما حصل، كان على عويطة أن يحل أموره الشخصية مع طليقته بعيدا عن التشهير، إما بطريقة ودية ،حفاظا على قيمته ،وسمعته، أو تقديرا لماكان بينه وبينها من عشرة ، أو على الأقل اعتبارا لنفسية أبنائهما .
وفي حالة تعذر ذلك، فهناك قضاء مختص يلجأ إليه المتضرر في هدوء ، ودون شوشرة للفصل في المشكل … ونفس الشيء بالنسبة لطليقته …التي خرجت لتلوث سمعته أمام العالم، ولو بررت ذلك بالدفاع عن نفسها أمام الإتهامات التي بادر عويطة الأول بخرجته لإلصاقها بها علنا، فأنا أيضا أرى أنها لم تكن موفقة ، لأنها تجاوزت حق الرد المتعارف عليه، لتصل للمساس بشرفه، وإيمانه ، وتدينه ، بشكل مقزز،
وفي الأخير لا يسعني إلا أن أقول لقضاة الشارع المغربي، الذين انقسموا لفرق منها من اختص في جلد سعيد عويطة، ومنها من تفرغ لزوجته، ومنها من اختار أن يجلدهما معا … تذكروا أن ما من أحد منا خلق ملاكا طاهرا لا يخطأ، تذكروا أن للبيوت أسرارها ، التي لا يجب التلصص عليها، وإخراجها لإيذاء أهلها ، ماذا سيفيدنا أن نسمع أن بطل ما يضرب زوجته ،غير إعطاء القدوة السيئة للشباب، وجعل نظرته لتعنيف زوجته أمرا عاديا وطبيعيا ؟ ماذا سنجني تداول خبر يفيد بخيانة بطل لزوجته ، غير إعطاء الإحساس للجميع بأن شيوخ الفاحشة أمر طبيعي وعادي في مجتمعنا المحافظ ، وكذلك الضوء الأخضر لكل من يتردد في ارتكابها ؟ أي رسالة نرسلها للشباب عندما ننشر أن قدوته ، لا يصلي ،و لا يصوم ، وكافر بدينه ؟
نصيحتي لعويطة وطليقته بأن لا يعودا أبدا للإعلام لنشر غسيلهما الشخصي، وأن يفكرا دائما بالعقل والحكمة ويدركا أن لا طائل من وراء ذلك غير التخريب و إساؤة السمعة ، وعليهما أن يدركا أن الحق لا ينتزع بالفضائح ، وأن من يختص للفصل والقضاء و الحسم في مشاكلهما المادية والأسرية، هو قضاء الدولة ، ماداما على قيد الحياة ، وعدالة الله في الآخرة إن حصلت المماة، ومن يختص في الحكم والجزاء على عويطة وقلة إيمانه، أو عقوقه ، او زناه ، إن كان ذلك حقيقة هو الله وحده .
وعلينا أن نكف عن الترويج ذلك، و مهما بلغ إماننا وتقوانا فلا يمكن أن نحكم إن كنا عند الله أفضل منه أم العكس ، ولسنا أيضا متيقنيين من أن زوجته غدرته وسرقته حتى نحاسبها بناء على كلامه ، ولكننا متيقنين ومتأكدين من شيء واحد فقط ويكفينا ،و هو أن سعيد عويطة بطل، وسيضل بطلا ، اطأما الباقي فعليا جميعا تركه لعدالة الأرض، التي يمكن أن تخطأ، و سيستأنف المظلوم دعواه أمام عدالة الله يوم الحساب، حيث لن يكون هناك مجال للخطأ في الحكم، و أكيد ستعطي لكل ذي حق حقه .