عندما أقرأ مقالات مثقف الجزائر هذا الذي ينبهر الإعلام الجزائري بثقافته ويسأله كلما استضافه، عن سر ثقافته العالية ، ليجيبه بافتخار واستعلاء: بأن السر في ذلك، يكمن في كون والده كان كاتبا ومؤلفا، وأنه كان يهديه كتابا كل أسبوع ليقرأه، وأنه هضم أمهات الكتب وهو لازال طفلا صغير السن، وقال لمن حاوره وهو يتبجح “أنا الوحيد من إخوتي الذي ورثت من أبي عاهة الكتابة” ،والحقيقة لم يكذب في ذلك، لأنني وأنا أقرأ مقالاته وأسلوب كتابتها الركيك، كما سيتبين لكم حتى أنتم ايها القراء المغاربة الذين أعرف جيدا مستواكم، عند قراءة ما أناقشه معه اليوم ، سيتبين لكم بأنه غير متمكن من لغة الضاد بالمرة ، وغير موفق في انتقاء مفرداتها المناسبة لتوظيفها في الكتابة ، تأكدت من خلال ما قرأت له بأن أخونا كان بالفعل صادقا، في تعبيره، عندما قال حرفيا بأنه ورث من والده (عاهة) الكتابة، وأعطاني أيضا فكرة عن مستوى والده الثقافي ،و الذي يظهر جليا من خلال ماشاء الله إرثه الظاهر على مستوى كتابة إبنه، فعلا الرجل خلف للجزائريين عاهة في الكتابة على حد تعبير إبنه، وليست أية عاهة، إذ ترك لهم عاهة مستديمة في الكتابة، ولكل من قرأ مقال أبو النيف ومقالي، سيكتشف أنني اضطررت إلى إصلاح تعبيراته بشكل أفضل بمقالي، لتليق بتقديمها لكم أيها القراء، ولم أنقلها حرفيا لكنها حملت نفس المعنى ، انا نبيل هرباز الذي في بلدي لا أتعدى أن أوصف بمجرد مواطن مغربي يكتب كأي مغربي متوسط الثقافة، أصحح مقال لأحد أهم الكتاب الجزائريين، تخيلوا لو كنت أنا الآخر جزائريا كيف كنت سأعامل بمستوايا الثقافي المتوسط هذا في بلدهم ، ربما سأستحق بالنسبة لمستواهم ، أن أرفع لأشغل منصب وزير ثقافتهم ، مرة واحدة ، المهم كل من قرأ كتابة أبو النيف سيفهم أن النظافة في الجزائر منعدمة بالمطاعم، وأرباب هذه المطاعم لا يراقبون من يشتغل عندهم ،ولا يستمعون حتى لملاحظة الزبناء، أو يعيرونها اهتمام، وأنه ليست هناك أية جهة صحية رقابية تراقب تلقائيا نظافة من يقومون بحشو بطون الجزائريين وما يقدمونه لهم ، وأنه لكي يغير أرباب المطاعم سياستهم، وينظفوا محلاتهم ، ويأمرون عمالهم بالنظافة وبتقديم الطعام فوق صينية للزبائن، يحتاج الأمر بالجزائر إلى إصدار قانون أو مرسوم وزاري، …يكفيني ما قرأت من أبو النيف الجزائري لأقول له ، كتبت هذا المقال عبارة عن رسائل لوزراء لتدعم السياحة ببلادك، لكن بغباءك قمت بعكس ما تنوي ، إذ جعلت القاريء العربي أيا كان، لن يفكر أبدا في زيارة الجزائر ليضطر للأكل في مطاعمها القذرة ،والتي قلت في شهادتك أنها كلها تقريبا كذلك ، ما كتبت وحده يكفي القاريء للشعور بالغثيان، إن فكر تناول وجبة، أية وجبة كانت بمطعم من مطاعم الجزائر،…. أسمع كثيرا بأن النيف بلهجة الجزائر الدارجة، يطلق على الكرامة، وعزة النفس، وأن الجزائريين يدعون دائما مفتخرين بأنهم أصحاب نيف ، …لكن فقط بمقالك أو تدوينتك هاته يا أبو النيف ، نزعت نيف الجزائر بأكملها وفضحتها أمام كل العرب.