تميز عصر الموحدين في المغرب بفرض الرياضة والخدمة العسكرية ، و تعليم فنون الحرب إلى جانب إجبارية التعليم على الصبيان و الغلمان ، لأنهم كانوا يخشون من ضعف الهمم و فتور الحماسة الحربية لدى المغاربة ، كما أنهم سنوا التعليم المجاني في كل ربوع مملكتهم، وكانوا يراعون وحدة السن في التلاميذ ، الذين كانوا في مدرسة عبد المؤمن بن علي الكومي البالغ عددهم أكثر من ثلاثة آلاف تلميذ ، وذكر بعض المؤرخين أنهم كانوا كأبناء ليلة واحدة .
وبعد هذا ، فإنني أحب أن أنوه إلى أمر مهم ، وهو أن الموحدين قد أدخلوا الإناث في التعليم الإجباري أيضا ، كما أفاد العلامة المؤرخ محمد المنوني في كتابه ( حضارة الموحدين ) ،وهي سابقة في التاريخ المغربي ، ووسعوا نطاق تعليمهم ، وضربوا ببناتهم مثالا لما ينبغي عليه أن تكون المرأة المغربية ، وبرز من بنات بلاطهم الملكي مثقفات من بينهن العالمة زينب بن يوسف بن عبد المؤمن ، كما أنهم وظفوا بعض النساء المثقفات بصفتهن معلمات بقصر الخلافة أو الأمراء .
فعلى سبيل المثال، برزت في التاريخ الأديبة الشاعرة حفصة بنت الحاج الركونية الغرناطية ، التي كانت أستاذة وقتها في دار الخليفة أبي يعقوب المنصور ، و كذلك الأديبة أسماء العامرية الإشبيلية ، ومن النساء الأندلسيات اللاتي دخلن المغرب في هذا العهد واتصلن بأعلامه وتوفين فيه : الفقيهة الصالحة خدونة ، و أم المجد مريم بنت أبي الحسن السبتي ، وغيرهن الكثير.