ذكر مؤرخ الدولة العلوية عبد الرحمن بن زيدان – رحمه الله في كتابه ” العلائق السياسية للدولة العلوية ” [ ص 86] ، أن العرب في تلمسان انتفضوا عام 1220 هجرية على الأتراك ، و أعيى أمرهم باي الجزائر التابع للدولة العثمانية ، حيث أعلنوا انشقاقهم عن السلطنة العثمانية و مبايعة سلطان المغرب الشريف مولاي سليمان العلوي – رحمه الله – ، لما رأوا من كرم أخلاقه و لين جانبه وعدله ، على عكس الأتراك الذين استعبدوا الجزائريين و همشوهم.
فما كان من باي الجزائر إلا أن طلب نجدة السلطان المغربي لإخماد الفتنة التي لم يستطع القضاء عليها ، و خشيته من دعم السلطنة المغربية الشريفة للثوار العرب في تلمسان ، فنظر سلطاننا المعظم إلى الأمر نظرة شفقة و حكمة ، فرد قادة تلمسان من العرب إلى مدينتهم ، و أرسل معهم القائد العسكري المغربي أبا السرور عياد بن أبي شفرة الوديي ، و أمره أن يضع حاجزا عسكريا بين العرب و الأتراك في تلمسان ، حتى قدم باي الجزائر إلى تلمسان ، و أشرف شخصيا مع المبعوثين المغاربة في القضاء على الفتنة في المدينة سلميا.