أياما فقط بعد خطاب الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى السابعة والأربعين للمسيرة الخضراء، التي اعتبر فيها أن مشروع خط أنابيب الغاز المغربي النيجيري يعد مشروعا استراتيجيا لفائدة منطقة غرب إفريقيا كلها، التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 440 مليون نسمة، احتضن المغرب اجتماعا للجنة التقنية للمشروع والتي تضم ممثلي 4 دول بالإضافة إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا “سيدياو”.
وقال بلاغ للمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، إن اللجنة التقنية لمشروع أنبوب الغاز نيجيريا – المغرب، التي تضم ممثلين عن شركات البترول بالسنغال وموريتانيا ونيجيريا، والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا والمغرب، اجتماعا من 7 إلى 11 نونبر الجاري بالرباط، خصص للتبادل حول تقدم هذا المشروع الاستراتيجي، عقب الخطاب الملكي، مبرزا أن عروضا حول مختلف المواضيع المتعلقة بهذا المشروع قدمت من طرف مكاتب دراسات دولية مرموقة منخرطة في هذا المشروع.
وذكر البلاغ ذاته أنه تم يوم الأربعاء الماضي تنظيم زيارة إلى مقر المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن بطنجة بمنشآت أنبوب الغاز المغاربي – الأوروبي، الذي سيتم ربطه بخط أنبوب الغاز نيجيريا – المغرب بهدف تصدير جزء من الغاز نحو أوروبا، مضيفا أنه تم تقديم عرض حول العمليات من قبل فرق المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، التي تؤمن في الوقت الراهن نقل الغاز الذي يتم اقتناؤه على الصعيد الدولي، والذي يتم تفريغه بإسبانيا ونقله نحو المغرب عن طريق التدفق العكسي، وعبرت الوفود عن ارتياحها بخصوص تقدم هذا المشروع، مشيدة بريادة الملك محمد السادس وانخراطه من أجل إنجاز هذا المشروع الاستراتيجي لما فيه مصلحة منطقة غرب إفريقيا.
وقال الملك محمد السادس في خطابه الأخير “اعتبارا لما نوليه من أهمية خاصة للشراكة مع دول غرب القارة، فإننا نعتبر أنبوب الغاز نيجيريا – المغرب أكثرُ من مشروع ثنائي بين بلدين شقيقين، وإنما نريده مشروعا استراتيجيا لفائدة منطقة غرب إفريقيا كلها، التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 440 مليون نسمة، وذلك لما يوفره من فرص وضمانات في مجال الأمن الطاقي والتنمية الاقتصادية والصناعية والاجتماعية، بالنسبة للدول الخمسة عشر للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، إضافة إلى موريتانيا والمغرب”.
وأضاف الملك “إنه مشروع من أجل السلام والاندماج الاقتصادي الإفريقي والتنمية المشتركة، مشروع من أجل الحاضر، والأجيال القادمة”، وتابع “وبالنظر للبعد القاري لأنبوب الغاز نيجيريا – المغرب، فإننا نعتبره أيضا مشروعا مهيكلا يربط بين إفريقيا وأوروبا، كما نشيد بدعم المؤسسات المالية الإقليمية والدولية، التي عبرت عن رغبتها في المساهمة الفعلية في إنجازه، ونود أن نؤكد هنا، حرص المغرب على مواصلة العمل بشكل وثيق مع أشقائنا في نيجيريا ومع جميع الشركاء، بكل شفافية ومسؤولية، من أجل تنزيله في أقرب الآجال، كما نجدد انفتاحنا على جميع أشكال الشراكة المفيدة من أجل إنجاز هذا المشروع الإفريقي الكبير”.
وفي سياق متصل ، سلطت مديرة المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، أمينة بنخضرا، أمس الجمعة بالرباط، الضوء على مزايا أنبوب الغاز نيجيريا المغرب، وذلك في إطار “الملتقى الدبلوماسي” الذي جمع حوالي أربعين سفيرا معتمدا بالمغرب.
وخلال هذا اللقاء، المنظم بمبادرة من المؤسسة الدبلوماسية، أكدت السيدة بنخضرة أن أنبوب الغاز نيجيريا ـ المغرب يعتبر مشروعا “مهيكلا” من شأنه المساهمة في تحقيق التنمية والاندماج الاقتصادي والاجتماعي للقارة الإفريقية.
وسجلت أن هذا المشروع، الذي انبثق عن رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس النيجيري محمدو بوهاري، يكتسي أهمية قصوى ، بحيث سيمكن مجموع بلدان المنطقة من الولوج إلى الطاقة، فضلا عن ضمان تحقيق اندماج “بالغ الأهمية” للقارة الإفريقية.
وذكرت أن جلالة الملك، أكد في خطابه السامي بمناسبة الذكرى ال 47 للمسيرة الخضراء، على الأهمية الاستراتيجية لهذا المشروع داعيا كافة الأطراف المعنية للتعاون.
وتابعت أن المشروع يهدف إلى خلق سوق إقليمي تنافسي للطاقة الكهربائية، واستغلال الطاقة النظيفة، والمساهمة في التنمية الصناعية والاقتصادية لجميع البلدان التي يعبرها هذا الأنبوب ، من خلال تطوير العديد من القطاعات مثل الزراعة والصناعة واستغلال المعادن.
وخلال هذا اللقاء، استعرضت بنخضرا الفرص الكفيلة بتوفير آفاق حقيقية للتنمية المستدامة، وتطوير طاقة كهربائية منخفضة الكربون، مع إبراز الإمكانات والاستراتيجيات التي من شأنها تقوية الاندماج الدولي.
من جهته، اعتبر عبد العاطي حابك رئيس المؤسسة الدبلوماسية، أن مشروع أنبوب الغاز نيجيريا – المغرب ليس مجرد اتفاق ثنائي بل له انعكاسات على مجموعة من الدول الإفريقية والأوروبية، باعتباره أطول أنبوب غاز في العالم يصل بين إفريقيا وأوروبا.
وشدد على أن هذا المشروع سيوفر بكل تأكيد الأمن الطاقي والاقتصادي والاجتماعي، مع ضمان السلام والاندماج الاقتصادي والاجتماعي لدول غرب إفريقيا .
كما أشاد حابك بالرؤية الجديدة للمملكة الرامية إلى توحيد جهود الدول الإفريقية وتعزيز التنمية في قطاع الأمن الطاقي.
وقد شكل هذا اللقاء أيضا فرصة لتسليط الضوء على سياسة المملكة المغربية في مجال الطاقة لاسيما الهيدروكاربورات والمعادن.