استقبل ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، اليوم الاثنين بالرباط، السفير الأوكراني سيرجي ساينكو، في إطار تقديمه نسخا من أوراق اعتماده بصفته سفيراً مفوضاً فوق العادة لجمهورية أوكرانيا لدى الملك محمد السادس.
المعلومات، التي حصلت عليها، جريدة “جسر بريس”، فإن السفير الجديد، يعد واحدا من الدبلوماسيين الذين يعول عليهم زيلينسكي، وسبق له أن شغل عدة مناصب، كان آخرها نائب مدير إدارة الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي بوزارة خارجية أوكرانيا.
ويتحدث سيرجي ساينكو، والذي تعول عليه أوكرانيا لفتح صفحة جديدة مع المملكة وحشد دعمها في مواجهتها مع روسيا، عدة لغات منها الفرنسية والإنجليزية والروسية، إضافة أنه ابن عائلة دبلوماسية، حيث أن والدته كانت تشغل منصب سفيرة لكييف قبل وفاتها.
وكان الرئيس الأوكراني قد وقع على مرسوم في 30 مارس يقضي باستدعاء سفيري أوكرانيا لدى المغرب وجورجيا بسبب ما اعتبره “فشلا” في الدفاع عن مصالح الدولة.
وقال وقتها في مقطع فيديو مصور إن “هناك من يضيعون وقتهم ويعملون فقط للحفاظ على مناصبهم، لقد وقعت على المرسوم الأول لاستدعاء سفيري أوكرانيا لدى المغرب وجورجيا”.
وأوضح زيلينسكي أن دبلوماسيي بلاده بكلا البلدين المذكورين (المغرب وجورجيا) لم يفعلوا ما يكفي للحصول على أسلحة والدعم لأوكرانيا أو حمل تلك الدول على فرض عقوبات ضد رجال الأعمال الروس.
تعيين السفير الأوكراني الجديد بالرباط، يأتي بعد ثمان أيام فقط من تصويت المغرب إلى جانب 142 دولة لفائدة مشروع قرار تقدمت به ألبانيا وأوكرانيا ودول أخرى، ينص على “إدانة تنظيم روسيا استفتاءات مزعومة في مناطق تقع داخل حدود أوكرانيا المعترف بها دوليا، ومحاولة ضم مناطق خيرسون ودونيتسك و زابوريجيا ولوغانسك الأوكرانية بصورة غير مشروعة”.
وفي السياق ذاته، كان إيغور بريخودكو، المسؤول الدبلوماسي الأول القائم بأعمال السفارة، وبعد ساعات من تصويت المغرب، قد عبر عن امتنان بلاده ومسؤوليها للمغرب بعد دعمه وحدة أراضي أوكرانيا.
وقال بريخودكو في تصريح صحفي سابق، إن هذا التصويت أظهر للجميع أن روسيا في عزلة سياسية كاملة، مبرزا أن هناك 5 دول “مروعة” فقط، على حسب تعبيره، صوتت ضد هذا القرار.
وفي 15 شتنبر، قال مكسيم صبح، مبعوث أوكرانيا الخاص لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وبخصوص العلاقات المغربية الأوكرانية،” إن مسؤولي بلاده مستعدون للتنسيق مع الرباط “بجدية” وتوحيد المواقف حول دعم السيادة ووحدة الأراضي، في إشارة عن إمكانية دعم كييف لمغربية الصحراء.
وأوضح المسؤول الأوكراني، والذي عينه الرئيس فولوديمير زيلينسكي في الثاني عشر من يوليوز الماضي، أن حياد المغرب من الحرب التي تخوضها روسيا ضد بلده لن يؤثر على العلاقات.
واعتبر المسؤول الأوكراني المغرب أحد أهم الشركاء لأوكرانيا في الحوض المتوسط والقارة الإفريقية والعالم العربي، حيث أن المملكة تدخل في قائمة الدول الخمس الكبرى من حيث التبادل التجاري، حيث بلغ العام الماضي أزيد من 600 مليون دولار.
وأضاف “تجمعنا أيضا روابط إنسانية وحوار سياسي قوي ومستمر على مستوى قيادة البلدين، حيث أجرى وزير الخارجية الأوكراني ووزير الخارجية المغربي، ومنذ اندلاع الحرب، ثلاث مكالمات هاتفية، وفي هذا العام نحتفل بمرور الذكرى الثلاثين على إقامة علاقة دبلوماسية بين بلدينا الصديقين”.
كما أكد صبح على أن هناك حوار سياسي مستمر، وعقد البلدين مشاورات سياسية في الماضي و”نطمح لعقد مشاورات في وقت قريب، وتعميق مستوى التعاون على كافة الأصعدة والمجالات”.