لم تعد طريقة تدبير النفايات المنزلية بالمدن المتوسطة تتماشى مع التوجهات الوطنية في ما يتعلق بالحفاظ على البيئة، نظرا إلى تغيّر نمط العيش المحلي خلال السنوات الأخيرة، مع إقبال الأسر على اقتناء المنتجات غير القابلة للتحلّل، ما يطرح تحديات حقيقية على صنّاع القرار العمومي بشأن إدارة الكميات المتزايدة من النفايات غير العضوية، في ظل اعتماد أنماط تدبير جماعي تقليدية تفتقر إلى الإبداع والتجديد، سواء تعلّق الأمر بالتخلص من النفايات أو معالجتها أو تثمينها، الأمر الذي يعكس محدودية النموذج المُتّبع منذ سنين بالأرياف المغربية.
وتُدير الجماعات الترابية ذات الطابع القروي، التي تُشكل 85 بالمائة من الجماعات الترابية (1282 جماعة)، قطاع النفايات المنزلية والمماثلة لها بأساليب لا تحمي النظم الإيكولوجية الجبلية، إذ تُجْمَع النفايات المختلطة دون فصلها عند المصدر، قبل أن يتم التخلص منها في مدافن قمامة غير صحية، تكون بالقرب من الأراضي الزراعية والسواقي، بالموازاة مع إلقاء المخلفات في الأودية والجبال وحرقها بالهواء الطلق، ما يهدد صحة السكّان في كثيرٍ من الأحايين، ويتسبّب في تدهور الموارد الطبيعية بالبوادي.
وفي هذا الصدد باشر رئيس جماعة تيفلت عبد الصمد عرشان، في الآونة الأخيرة ، اللقاءات الخاصة بإنجاز مطرح جماعي جديد للنفايات الصلبة يكون خاضعا للمراقبة ، وتتوفر فيه الشروط التي تحترم المعايير المتعارف عليها في مجال الحفاظ على البيئة .
ويأتي إنجاز هذا المشروع البيئي التنموي كحل للإضرار التي عانت منها الساكنة المحلية ، خاصة منها سكان الأحياء المجاورة للمطرح العشوائي للنفايات الصلبة ، والذي كانت له انعكاسات سلبية كبيرة على الصحة البدنية والنفسية لهذه الساكنة وعلى المحيط البيئي.
حيث قام عرشان الأسبوع المنصرم بزيارة عمل لإحدى المدن الإسبانية المتواجدة بضواحي برشلونة، بدعوة من إحدى الشركات الدولية العاملة في مجال تدبير المطارح العمومية ومعالجة النفايات المنزلية بالاعتماد على أحدث الطرق والتجهيزات.
حيث اطلع على التجربة الرائدة لهذه الشركة في مجال معالجة النفايات وتدبير القطاع،بالاعتماد على طرق وتقنيات علمية أكثر حداثة، للتقليل من آثاره السلبية لا على مستوى البيئة ولا على مستوى الانسان، هذا بالاضافة الى تثمين ومعالجة النفايات ، من خلال استغلال العجين المستخلص من المواد العضوية “le composte” الذي يستعمل كسماد للأراضي الزراعية ، وكذا عملية تدوير النفايات وإعادة الانتاج “Recyclage” ذات الصلة بالورق والزجاج والحديد والبلاستيك والقماش والأسلاك وغيرها من المواد القابلة للتدوير.
واكد ذات المصدر، انه سيستقبل في الشهور المقبلة، مسؤولين عن الشركة الألمانية الفاعلة في التراب الإسباني، لتحديد متطلبات الملف التقني الخاص بإحداث مطرح مراقب وفق المعايير البيئية العصرية، وبالتالي ،البحث عن الموارد المالية بالمصالح الحكومية المختصة، للقضاء نهائيا، عن الاستعمال العشوائي لمطرح القريعات ، وتأهيل الفضاء، حتى يكون متنفسا لسكان المدينة، ومحطة بيئية تدعم الفضاءات الأخرى التي تزخر بها المدينة.
للاشارة ، أخذ رئيس جماعة تيفلت، على عاتقه مسؤولية ايجاد حل نهائي لمطرح النفايات بغابة القريعات، والحد من العشوائية،التي تكلف ميزانية الجماعة دون آثار ايجابية على البيئة والانسان، لذلك، فهو حريص في كل مناسبة على الحديث على ضرورة ايجاد حل نهائي لمطرح النفايات بغابة القريعات خاصة لدى المصالح الحكومية المختصة والجماعات الترابية، لما لهذا الفضاء من دور بيئي للمدينة ومحيطها الاقليمي والجهوي.