هيئة التحرير
في قراءة للتطبيع السعودي الايراني وعن الترحيب الاعلامي الخليجي لهذه الخطوة قال الخبير في العلاقات الدولية احمد نور الدين على ان هذه العلاقة هو نتاج مباحاثات سابقة انطلقت بوساطة عمانية عراقية واكملت بوساطة صينية ولوضع هذا الحدث في اطاره الشامل فان هناك مكاسب متعددة لكثير من الاطراف.
حسب تحليل الخبير فان الخاسر الاكبر من هذه الاتفاقيات هي السعودية لان مكاسبها مرحلية وليست استراتيجية كما هو الشان بالنسبة لايران، فما دفع السعودية لهذا الاتفاقات هي عدة عوامل: اولها امني لايقاف هجامات الحوثيين التي اوجعت الاقتصاد السعودي وامنه الاستراتيجي فعلى سبيل التذكير قصف اكبر حقل بيترول في العالم مما ادى في ليلتها الى ارتفاع ثمن البرميل في البورصات العالمية فالسعودية رأت من خلال تلك الحوادث انها اصبحت امام وضعية خطيرة قد لا يتحملها لا اقتصادها ولا امنها لأنها اصبحت عارية امام هده المسيرات التي لم تكن اجهزة الدفاع الجوية متعودة على التعامل معها فإن توسعت الحرب اكثر فبإمكان الحوثيين كتنظيم ان تصبح الامدادات ليست فقط السعودية بل كل الامدادات الخليجية التي تمر عبر البحر الاحمر نحو اوروبا وغيرها تحت رحمة مسيرات الحوثيين الايرانية لان ايران من الخلف وليست في الواجهة فبالتالي يمكنها التهرب من مواجهة مسوؤلياتها امام القانون الدولي اما العامل الحقوقي فقد عجل بالضغوطات الاوروبية على محمد بن سلمان خصوصا بعد حادثة خاجقجي والتي اعطت للغرب امكانية الضغط على النظام ليس حبا في حقوق الانسان وليس حبا في ان تتطور السعودية بنظامها الحالي الى نظام ديموقراطي وانما من اجل الابتزاز والابتزاز فقط لإبرام صفقات كبرى كما كان في اتفاق ترامب او في صفقات التسلح وغيرها من الصفقات بمليارات الدولارات وفي كل المجالات و هذه الحادثة ادت الى ضعف وهشاشة النظام السعودي بصفة عامة ومحمد بن سلمان والذي يعتبر هو واجهة النظام في السعودية وممثلها، واما العامل الثالث فهو تمزق البيت الداخلي وما صاحبه من شبه اعتقالات واقامات جبيرية لازيد من 100 امير سعودي وكان هناك ايضا تضييق على المحافظين الذين يعتبرون من مؤسسين الدولة مازاد من هشاشة النظام السعودي داخليا.
فحسب تقارير غربية ورغم ان ما يقوم به محمد بنسلمان يصب في مصلحة الغرب الى ان اغلب التقارير تقول على ان الاصلاحات التي يقوم بها والانفتاح الجنوني قد يؤدي الى نتائج عكسية وهذا ما حصل مع حملة الاعتقالات في صفوف العلماء العقيدة وهم سند النظام السعودي من الناحية العقائدية والايديولوجية
كل هده العوامل ادت الى حشر محمد بن سلمان في الزاوية المغلقة ولم تترك له الخيار سوى تهدئت الوضع مع اكبر خصم في المنطقة وهو ايران رغم ما يحمله هذا الاخير من مشروع منذ الثمانينات وهو اعادة فتح مكة حسب الايديولوجية الايرانية.
وجاء ايضا في التحليل على ان الفرق بين ايران والسعودية فرق شاسع فايران قوية بالايديولوجية الصفوية الشيعية التي تدعو المسلمين الى الوحدة تحت قيادة ولاية الفقيه اي تحت قيادة ايران فالدستور الايراني يتحدث بكل وضوح عن قيادة ايران للعالم الاسلامي بينما الخليج لم يكن لهم تصور او مقاربة امنية لمحاربة ايران وما تعيشه السعودية الان هو افراغ نفسها من الايديولوجية العقدية والتي هي نواة وصلابة الدولة وتعويضها بالاشيء لذلك فمكسب السعودية مرحلي لا غير بينما ايران استراتيجي بامتياز
في ظل هذا الاتفاق فالرابح الاكبر هي ايران لانها ستهدئ الجبهات رغم التقدم الميداني لها في العواصم العربية الا انها هشة داخليا الى ابعد الحدود لما تعرفه من ثورات داخلية فإن الخطورة الاكبر من هذا الاتفاق هو توقيع السعودية والتي تعتبر زعيمة العالم الاسلامي بحكم الحرمين الشريفين على اعتراف النفوذ الايراني على اربع عواصم عربية وكلها محيطة بالسعودية من مختلف الجهات اما ايران فانها في صراع مع الوقت من اجل امتلاك القنبلة النووية
ومن جهته فان المكسب الصيني هو اقتصادي لتأمين طريق الحرير البري والبحري اما عن الولايات المتحدة الامريكية والاوروبا فان تهدئة الاوضاع بين السعودية وايران في الشرق الاوسط هو ضمان لتزويد اوروبا بالغاز وتعويض المورد الرئيسي الروسي لها بالطاقة وأحد المصادر البديلة هو الغاز الايراني والقطري والنفط الخليجي بصفة عامة هذه ارباح انية الى ان تتضح الرؤيا للولايات المتحدة واوروبا مع روسيا في حربها مع اوكرانيا
فقراءة هذه الاتفاقيات من الكل الزوايا تصب في مصلحة ايران فالمقاربة الاوروبية وخاصة منها الفرنسية يرون على ان الخطر الذي يجب مجابهته هو الاسلام السني فالاعلام الغربي يركز هجومه على الاسلام السني اكثر و يتعبره على انه اكثر خطر يواجه الحضارة الاوروبية اذ يعتبرون على ان ايران يمكن ان تكون حليفهم للحرب على ما يسمونه بالاسلام السياسي يقولون على ان الاسلام لايمكن مواجهته وجها لوجه بل يمكن تفجيره من الداخل وهذه نظرية طرحها المستشرقون منذ اربعة قرون و الان تطبقها اوروبا وخاصة فرنسا في تعاملها مع ايران على ضوئها قد تقبل فرنسا بقنبلتها النووية من اجل تحجيم الدول العربية
وخلص التحليل على ان التوقيع تحت الضغط لن يخدم المصالح السعودية لان ايران لم تعطي ضمانات كافية عن توقف تدخلها في الشان اليمني والعربي.
