جسر بريس من الرباط
أكد مصطفى أمدجار، مدير الاتصال والعلاقات العامة بوزارة الشباب والثقافة والتواصل، أن الفضاء المشترك الذي يجمع بين المغرب وإسبانيا لطالما شكل المشتل الذي تطورت فيه حضارة غنية ومتعددة الأوجه.
وقال السيد أمدجار خلال حفل تقديم رواية “فيريجنلوف”، للكاتبة والصحفية الإسبانية، يولندا ألدون، الذي نظم يوم الجمعة بقادس، أن “التاريخ يشهد بأن مجتمعي البلدين، بفضل شخصيتهما المنفتحة، ساهما بوضوح في حضارة غنية، انتقلت بعد ذلك عبر قنوات متعددة في اتجاهات مختلفة: نحو أوروبا، نحو العمق الإفريقي، نحو أمريكا اللاتينية والشرق”.
وأشار المسؤول المغربي خلال هذا اللقاء، الذي جرى بحضور عدد من المسؤولين السياسيين الأندلسيين والمفكرين والصحفيين المغاربة والإسبان، إلى أنه “في جميع هذه الأماكن، تفاعلت قيمنا وثقافاتنا، ومن ثم تولد عنها تراث حضاري غني، انعكس من خلال أنماط حياة مختلفة وأشكال إبداعية وأدبية وفنية متنوعة”.
وفي هذا السياق، أبرز السيد أمدجار أن العلاقات القائمة بين البلدين تمر حاليا بـ “لحظة مميزة وتناغم جيد”، وذلك بفضل إرادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس وجلالة الملك فيليبي السادس حيال تعزيزها أكثر فأكثر، مؤكدا على أهمية الالتزام في إطار أجندة ثنائية تضع التعاون الثقافي في المقدمة.
وقال: “يمكن للثقافة والاتصال أن يساعدا في توسيع، تعزيز وتنويع شبكة العلاقات الإنسانية، التي نحتاجها من أجل إضفاء متانة أكبر على العلاقات السياسية والاقتصادية التي تعد ممتازة بالفعل”.
وفي هذا الصدد، فإن رواية يولاندا ألدون، التي تندرج في إطار التقارب بين البلدين “تمنح إجابة واضحة على التحديات التي يطرحها الجهل، الأحكام الجاهزة وسوء فهم واقعنا والديناميات التي تجتاز مجتمعينا، والتي تنتشر عبر وسائل الإعلام المختلفة وتعتم أحيانا على علاقاتنا”.
وخلص إلى القول: “يتعين علينا مواصلة العمل سويا، لأن لدينا الكثير لنكسبه إذا تمكنا من جعل هذا الفضاء المشترك فضاء للتعايش والتنمية والتقدم الاجتماعي والثقافي، القائم على تراثنا وتاريخنا ويتجه نحو مستقبل واعد”.
ويعد “فيريجنلوف” كتابا للسفر من حيث شكله ومضمونه. فهو يعتبر “بكيفية مختلفة” مزيجا من النثر والشعر في محاولة لعكس جمال مدينة فيجير، من خلال عاداتها ومتاحفها، ويتناول مواضيع من قبيل الحب، خيبة الأمل، التاريخ، المساواة، التأمل والتفكير.