أصبحت ميليشيات البوليساريو الارهابية ” قنبلة موقوتة حقيقية “للجزائر” وهي “قضية خاسرة” استوعبت وتستنزف قسما كبيرا من الاقتصاد الجزائري. من الدعم السياسي والمالي والعسكري إلى تسخير الجهاز الدبلوماسي للنظام العسكري الجزائري، لإرضاء أهوائه الجيوسياسية ليلتهم ميزانية ضخمة، تخدم حصريًا جبهة البوليساريو، مرغما لشراء الدعم والتعاطف وتغذية شبكات الضغط، كورقة “لمحاولة إضعاف المغرب وتقويض عملية تنميته وخلق وهم العدو الخارجي”.
هذا العجز الدبلوماسي للمرادية الذي ملف البوليساريو هو هاحس وهوية آلته الدبلوماسية، يمثله الإستغناء عن المكلفين بمهام، 18 شهرا فقط، بعد قرار تعيينهم الصادر في شهر شتنبر 2021، بعد أن وجدوا المبعوثون الخاصون بالرئيس تبون أن دورهم صوري لأن القرارات الخارجية الجزائرية تحتكرها المرادية ومرتبطة بملف البوليساريو
ويتعلق الأمر بكل من المكلف بقضايا الأمن الدولي أحمد بن يمينة، والمكلف بالدبلوماسية الاقتصادية عبدالكريم حرشاوي، والمكلف بملف القضية الفلسطينية والشرق الأوسط وليبيا نورالدين عوام، والمكلفة بالشراكات الكبرى ليلى زروقي، والمكلفة بالجالية الجزائرية في الخارج طاوس حدادي.، في حين المكلف بشؤون المغرب العربي دون ليبيا والصحراء المغربية عمار بلاني، تم تعيينه كاتب عام لوزارة الخارجية الجزائرية، باعتباره ناطقا رسميا باسم البوليساريو.
حيث ان كل أسلحة عداء القيادة العسكرية الجزائرية، الفاقدة للبوصلة الإستراتيجية، للمغرب، عديمة الأثر، بما فيها “سلاح” الحركة الانفصالية لميليشياتها الإرهابية التي تشكل عِبْء ثقيل الحمل عليها، نخرت ذاتها وزادت أوجاعها وكشفت أوهام تقلباتها وخلل نفسيتها. تزيد من انقساماتها باعتبارها مجرد خزانات لمقدرات الشعب الجزائري غير كاريزمية، وغير قادرة على تحديد ذاتها مكانيا وإشكاليا، لخليطها وعدم تجانسها، باعتبارها “نظاما سياسيا–عسكريا يدير دولة كمجال جغرافي هبة فرنسية، منذ استقلالها، وهي تستفيد من ريع المحروقات والذاكرة”
ساهم في إستمرار اشكالية الدولة الجزائرية، بضميرها السيئ كعميلة وظيفية لحماية مصالخ فرنسا في ممتلكتها بشمال إفريقيا، الذي يزدري التناقضات التي تفترضها عمليات النظام العسكري الجزائري المؤلمة للتجانس والتحالف الداخلي والإقليمي لكون العقل السياسي المتهور والإنفعالي للنظام في الجزائر، معضلة بنيوية
وأكبر الموجهات السياسية للنظام الجزائري هو حقده على المغرب الذي يعد مركز اهتمام القرار البنعكنوني، و”الحقد هو أسوأ موجه للسياسة”، لهذا يعيش النظام العسكري الجزائري التخبط والتهور والإنفعال والعزلة. وتراكم عقده المرضية والنفسية، الذي يشكل فيها العقل البنعكنوني الخالص للحقد، بايهام وأدلجة من في جغرافيا الجزائر ان قوة المغرب مهددة للجزائر، نتيجة الماروكوفوبيا.
بعد أن أصبحت ميليشيات البوليساريو قنبلة موقوتة بين يدي كازيرنات بن عكنون تشكل له نزيف خطير، جعلته مضطربا وتائها حول كيفية التخلص والتصرف مع قضية” البوليساريو “بمجرد انتهاء المغامرة الانفصالية الميتة بشكل نهائي.
خصوصا نزع سلاح الميليشيات دون المخاطرة باندلاع حرب أهلية باعتبارها شأنا داخليا جزائريا، يشكل دمجها في الجيش الجزائري مخاطرة بتفجير البنية الأمنية، كحركى جدد للنظام العسكري، مما يزيد من تعقيد خياراته وتناقضاته المتأزمة.
كما ان مسألة الصحراء المغربية هي مسألة الوحدة الترابية للمغرب. وتعتبر الجزائر الطرف الرئيسي في هذا الصراع الإقليمي ذو الطبيعة الجيوسياسية ، عليها المشاركة بشكل كامل في العملية السياسية، الإلتزام بالواقعية والتوافق، التي تتم تحت رعاية الأمم المتحدة الحصرية ، وفقًا لقرار مجلس الأمن 2654.