جسر بريس من الرباط
يقوم وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا بزيارة لعدد من الدول الإفريقية لتعزيز علاقة بلاده مع عدد من دول القارة السمراء، وفي أفق تنظيم قمة مع هذه الدول.
من جهة أخرى، وأكد كوليبا، الذي حل بالمغرب في إطار هذه الجولة إالإفريقية، أنه اختار عن قصد جعل المغرب أول محطة له ضمن هذه الجولة، وذلك “بالنظر إلى العلاقات الجيدة” بين البلدين.
وعبر الدبلوماسي الاوكراني عن تطلعه إلى فتح الآفاق “لزيارة أخرى للمؤسسات الحكومية والسياح والطلبة ورجال الأعمال من البلدين”.
وفي هذا الصدد، قال حسن بلوان، خبير في العلاقات الدولية، إن الديبلوماسية المغربية جهودا مضنية من أجل الحفاظ على حيادها الإيجابي فيما يتعلق بالحرب الأوكرانية الدائرة في أوكرانيا على اعتبار أن المغرب لا يريد أن ينحاز ألى أحد طرفي النزاع سواء بالنسبة لروسيا اوبالنسبة لأوكرانيا ومن ورائها الغرب.
وأضاف بلوان، في تصريح صحفي، أن هذا الموقف المتوازن ينسجم مع مجموعة من المواقف التي اتخدتها الدول العربية وكذلك بعض الدول الإفريقية أو معظم الدول الافريقية فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا هذا من جانب من جانب اخر اعتقد ان المغرب سيحضر القمة الروسية ولا مجال لأن يترك الفرصة لخصوم المغرب من أجل التشويش على سيادته ووحدته الترابية من جهة.
وأضاف قائلا “لا يمكن أن يؤثر ذلك على الموقف الروسي الذي طالما كان منحازا لأطروحة الإنفصال والأطروحة الجزائرية فبدلت الديبلوماسية المغربية جهود كبيرة من أجل إخراج الموقف الروسي من موقف داعم للإنفصال الى موقف وسط يساهم في بلورة القضية من خلال مقترحات ومقتضيات الامم المتحدة”.
وتابع “فيما يتعلق بالقمة الإفريقية الأوكرانية فأعتقد أن المغرب سينخرط فيها بايجابية من خلال مراكمة تطور العلاقات المغربية الاوكرانية من جهة وتطور العلاقات مع الغرب من جهة أخرى حتى يحافظ المغرب على موقعه الإستراتيجي داخل القارة الأفريقية وكذلك حتى لا ينحاز إلى إحدى الدول أو أحد الطرفين المتحاربين في أوكرانيا”.
وأكد بلوان على أن إفريقيا يتزايد دورها مؤخرا فيما يتعلق بالحرب الأوكرانية الروسية، خاصة وأن مجموعة من الدول الإفريقية تبنت الحياد الإيجابي بما فيها المملكة المغربية، أو تبنت الحياد بصفة عامة، مضيفا بالقول “تزايد دور الوساطة الذي يلوح في الافق يمكن أن يلعبه الاتحاد الإفريقي رغم أن المغرب عبر بعدم صوابية تعدد الوساطات حتى يمكن أن تخرج من سياقها في المجمل يمكن أن نتحدث عن ثلاث احتمالات أساسية فيما يتعلق بمشاركة المغرب في القمة الإفريقية الروسية أو في القمة الإفريقية الأوكرانية.
وأضاف قائلا “الاحتمال الأول وهو أن يشارك المغرب في القمتين معا حفاظا على مبدأ التوازن في الموقف والحياد الإيجابي بالنظر الى التراكم الذي عرفته العلاقات المغربية الروسية وكذلك التطور الذي تلعبه العلاقات المغربية الأوكرانية من جهة أخرى، الاحتمال الثاني هو أن يغيب المغرب عن القمتين معا حفاظا على نفس المبدأ المتوازن، أو الحياد حتى لا تفسر مشاركة المغرب في أحد المؤتمرين أو القمتين انحيازا لجانب على حساب جانب، الاحتمال الثالث وهو مستبعد وهو أن تبادر بعض الدول الافريقية المناهضة للمغرب خاصة في جنوب افريقيا والجزائر بأن تراوغ من أجل دعم الفكر الانفصالي داخل القمة، وهذا خط أحمر لايمكن أن يتجاوب معه المغرب إلا بعدم المشاركة في القمة الروسية الأوكرانية، ولكن هدا يبقى مستبعدا إذن هذه بعض السيناريوهات التي يمكن ان يشارك فيها المغرب وفق المستجدات و وفق المواقف التي تلعب فيها أفريقيا دورا بارزا سواءا فيما يتعلق بالحفاظ على مسافة واحدة بين الطرفين او من خلال تنامي الدور الذي يمكن ان يلعبه الإتحاد الافريقي في الوساطة بين روسيا والغرب من جهة من اجل وضع حد للنزاع الدائر في أوكرانيا.