وحث أمير المؤمنين، في هذه الرسالة التي تلاها أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية بمطار الرباط – سلا، الحجاج المغاربة على تمثيل المغرب وتجسيد حضارته العريقة التي اشتهر بها الأسلاف على مر التاريخ في الوحدة والتلاحم والتشبث بالمقدسات الدينية والوطنية القائمة على الوسطية والاعتدال والوحدة المذهبية.
ودعا الملك الحجاج إلى أن يكونوا سفراء للمغرب في إعطاء هذه الصورة الحضارية المضيئة، مذكرا إياهم بأن هذه القيم والثوابت هي التي جعلت المغرب ينعم بالأمن والاستقرار ويواصل مسيراته الظافرة تحت قياته الرشيدة نحو المزيد من التقدم والازدهار.
وفي سياق متصل، أشار الملك محمد السادس إلى ما يتطلبه القيام بفريضة الحج في هذه البقاع المقدسة من تقيد والتزام بالتدابير التنظيمية التي اتخذتها السلطات المختصة في المملكة العربية السعودية الشقيقة، التي توفر لضيوف الرحمن كل أسباب الاطمئنان.
وأضاف أمير المؤمنين أن هذه التدابير تتوخى جعل موسم الحج يتم على ما يتعين أن يكون عليه من نظام وانتظام، وأمن وأمان، بتوجيهات سامية من “أخينا الأعز الأكرم، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، عاهل المملكة العربية السعودية، متعه الله بالصحة وطول العمر، وشد أزره بولي عهده أخينا الأعز الأبر صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان رئيس مجلس الوزراء حفظه الله وأطال عمره”، معربا في هذا الصدد عن عميق اعتزازه وبالغ إشادته بالعلاقات الأخوية التي تجمع بين المملكتين والشعبين الشقيقين.
بالموازاة مع ذلك، ذكر الملك محمد السادس بما يتطلبه أداء فريضة الحج من احترام الترتيبات والتوجيهات التي وضعتها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، حرصا منها على توفير شروط الراحة في الحل والترحال، وتمكين الحجاج المغاربة من الأداء الأمثل للمناسك بفضل ما وفرته لأفواج الحجاج في الديار المقدسة.
وأضاف أن الأمر يتعلق بأطر متعددة الاختصاص ترافق الحجاج المغاربة منذ مغادرتهم أرض الوطن وإلى عودتهم؛ من فقيهات وفقهاء موجهين ومرشدين، وأطباء وطبيبات وممرضين ساهرين على صحتهم، ومن إداريين قائمين على مدار اليوم بتقديم الخدمات الضرورية التي يحتاج إليها الحجاج.
كما ذكر الملك الحجاج المغاربة بما عليهم من واجب الدعاء له بدوام النصر والتأييد وموصول العمل السديد، وموفور الصحة والعافية له ولأسرته الشريفة، وأن يريه في ولي عهده الأمير الجليل مولاي الحسن ما يسر القلب ويقر العين، وأن يشمل برحمته ورضوانه كلا من جده المقدس ووالده المنعم الملك محمد الخامس والملك الحسن الثاني، أكرم الله مثواهما، وأن يحيط المغرب بحفظه وعنايته ويكلأه بعين رعايته.
ودعا أمير المؤمنين الحجاج إلى الدعاء له الساهر على “أمنكم وازدهاركم، وعلى وحدة وطنكم وصيانة سيادته وكرامته، وإحلاله المكانة اللائقة به في محيطه الإقليمي وعالمه الإسلامي”.
وأضافت الرسالة الملكية: “احرصوا – رعاكم الله – وأنتم بالديار المقدسة خلال أيام الحج على أداء المناسك بأركانها وواجباتها وسننها ومستحباتها، واستغلال هذه الأوقات الثمينة في الدعاء والاستغفار والذكر والابتهال، للفوز بما وعد الله به المؤمنين من جزاء على أداء الحج المبرور”.
وقال الملك: “لا شك في أنكم تتطلعون إلى تلبية أشواقكم الروحية في هذا الموسم العظيم بالقيام بزيارة المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة، والوقوف بكل توقير وخشوع أمام خير الأنام وخاتم الأنبياء والرسل الكرام”، مذكرا الحجاج المغاربة بما يقتضيه هذا المقام من خشوع وابتهال وتوقير وإجلال لنبي الرحمة المهداة والنعمة المسداة رجاء الفوز بما وعد الله به كل من صلى وسلم عليه.