عز الدين السريفي
بعدما كانت مضرب الأمثال في الأوساط المغربية رياضيا واقتصاديا وثقافيا، بفضل الاهتمام الكبير من قبل أبناء المدينة، خاصة في زمن الجنرال الدليمي، الذي كان يولي اهتماما كبيرا لتطوير مسقط رأسه، تحولت سيدي قاسم إلى مدينة مهملة، وأصبح مصيرها مجهولا في ظل انعدام الثقة بين المسؤولين والمنتخبين، وتزايد الاختلالات والفضائح التي طغت فوق السطح مؤخرا نتيجة التسيير العشوائي لشؤون ومرافق الجماعة، خاصة بعد فضيحة المركب الاجتماعي العمومي الذي تمت خوصصته وتحويله إلى فندق.
وقد كانت سيدي قاسم قبلة للمستثمرين المغاربة والأجانب، لكنها اليوم تعيش ركودا اقتصاديا وجمودا على جميع المستويات بعدما كانت تدعم الاقتصاد الوطني وتساهم في توفير الأمن الطاقي والغذائي للمملكة، إلا أن واقع اليوم يؤكد سقوط المدينة في مشاكل متعددة، نتيجة ضعف المجالس والإدارة الترابية المسؤولة عن تدبير المدينة.
وحسب مصادر محلية، فإن سبب تراجع وتأخر سيدي قاسم اقتصاديا وتنمويا واجتماعيا، يعود إلى ضعف سلطة الوصاية وعدم قدرتها على فرض الصرامة والحزم في تدبير شؤون المدينة وربط المسؤولية بالمحاسبة، سواء مع بعض رجال السلطة الذين يبحثون عن المنفعة الشخصية أو بعض المنتخبين والمستشارين الذين همهم الوحيد هو تحقيق المصالح.
فمدينة سيدي قاسم التي كانت تعيش على إيقاع مجدها الكروي في التسعينات، أصبحت اليوم على حافة الانهيار في عهد العامل الحالي الحبيب ندير، الذي عجز عن النهوض بواقع المدينة التي تتخبط في الكثير من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية، وأصبحت في حاجة ماسة إلى دماء جديدة لإخراجها من النفق المظلم الذي يخيم عليها منذ سنوات طويلة.