عرف تاريخ العرب قصة قيس ابن الملوح الملقب بمجنون ليلى العامرية، الذي عشقها و كافح من أجل الزواج بها، بعدما رفض ذلك والدها وحرمه منها ، وزوجها لغيره، …فجن جنون قيس..وخرج في آخر أيامه، وهام على وجهه من ألم ولوعة فراقها.. يبكي وينوح ويقول فيها شعرا..، ولانه لم يتحمل لوعة فراقها، اهمل نفسه ،وخرج هائما على وجهه في البراري إلى أن مات رحمه الله ، …..وعلاقة ما ذكرت لكم بموضوع مقال اليوم ، هو الحب من طرف واحد ، أوالعشق الممنوع ، عوارضه…ونتائجه التي لا يجني منها صاحبها إلا كما من الإهانة و سخرية الناس والعذاب الذي ينتهي حتما بهلاكه…إحتفظو بما قلته لكم هذا إلى آخر المقال…لتربطوه بسرديته وتتبينوا العلاقة بموضوع المقال……
….شارك المدير المركزي لأمن الجيش الجزائري العميد المسمى محرز جريبي (في الصورة أدناه) ، …شارك في المؤتمر الأول لقادة الاستخبارات العسكرية لدول جوار ليبيا، المنعقد في طرابلس يومي21 و 22 من هذا الشهر ..المؤتمر الذي عرف مشاركة كل من دول : الجزائر،تونس، النيجر، تشاد، السودان إلى جانب طبعا ليبيا…البلد المضيف، …ليتناول الكلمة هذا العميد ، بكل صفاقة ووقاحة ، وسط نظرات ذهول واستغراب : من حضر من ضباط المؤتمر،..الذين رمقوه بنظرات مصدومة ، نظرات حيرانة، تتسائل وهي تسمع كلاما لا محل له من الإعراب، صدع به أسماعهم حضرة العميد ، .. بعدما بدأ بقراءة، رديئة ، ركيكة، يتهجى فيها حرفا حرفا كلمات مكتوبة امامه على الورق ، وبدأ ينفخ أوداجه و يقول: إن قضية الصحراء الغربية تعد محورا أساسيا في مسألة الأمن الإقليمي، مؤكدا أن الوضع الحالي في هذه الصحراء يعكس اطماعا توسعية بدعم خارجي، ويزيد من التهديدات الإقليمية …وجدد عميدهم
المبجل دعوته الحضور للتنسيق الوثيق بين الدول المشاركة لمواجهة التحديات المشتركة، وبالنسبة للعميد الأمي هذا … تبقى طبعا على رأس هذه التحديات ، قضية احتلال المغرب للصحراء الغربية…شاهدت هذا…، ولا أخفيكم أنني فعلا ضحكت ملأ فمي ، وضربت كفا بكف، وأنا أردد لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ….، بعدما اكتشفت أن للجزائر مدير مخابرات عسكرية، ليس فقط أميا لأنه من الظاهر أنه ليس بينه وبين لغة الضاد غير الخير والإحسان ،
…لكنه بالإضافة لكونه امي …فالرجل جاهل كذلك …لعدم استيعابه موضوع وهدف المؤتمر المفروض انه من بين أهم أعضائه، … شرد وانحرف بسهولة عن موضوع المؤتمر الذي كان هو: التعاون الإقليمي في التنسيق الأمني ، لكن كلمة هذا الغبي الذي لم يستطع حتى البدء بمحاربة الأمية في نفسه ، باحت بقيمة ومستوى الجزائر كلها، وبينت أيضا مستوى ونوعية موظفيها الذين تسند إليهم أمور أمنها القومي ، عندما بدا، العميد محرز يقرأ بمشقة ظاهرة ، جعلته يتعسر ، ويتعصر، كالمرأة الحامل التي جاءها المخاض…، ليتهجى بشكل فاضح قراءة احرف كلمته، التي من المؤكد أنها كتبت له أياما عديدة قبل مجيئه لطرابلس، وأنه سهر الليالي يتمرن على تلاوتها ، ومع ذلك ..للأسف ..فاقد الشيء لا يعطيه ..
.فالمسكين لم يستطع ترويضها، ليظهر أمام الجميع بشكل مقرف ومقزز، لفت انتباه من حضر، وتحمل مشقة متابعة كلامه، ..بخجل ظاهر ، ولسان حالهم يخاطبه ويقول، ما دخل هذا، في داك، ياهذا؟؟؟ نحن هنا لمناقشة التعاون والتنسيق الأمني الإستخبراتي للدول التي تحد ليبيا ….فما علاقة الأمن الإقليمي بما تقول ؟ وما هو الدور الذي تطلب منا أيها الجاهل أن نلعبه في نزاع الصحراء ،..الذي هو اختصاص حصري، لنظر هيئة الأمم المتحدة، ومجلس أمنها…و أمره يتجاوز حتى الإتحاد الإفريقي، الذي هو أكبر منا…..هكذا الجزائر تعطل دائما وتميع كل المبادرات واللقاءات الدولية وتبخسها بدفعها لتتوه وتضيع عن أهدافها ..بطرح موضوع الصحراء فيها …هكذا الجزائر …
وهكذا ستبقى …إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها …لكن مع ذلك…..هناك شهادة حق لا بد لي ان أقولها في حقها ..
..الجزائر عاشقة…، الجزائر مجنونه …. الجزائر متيمة بصحرائنا المغربية أكبر من الجنون نفسه… ، حبها تعدى آهات، وتوجعات قيس ليلى ….الجزائر تتنفس الصحراء ..الجزائر تعيش ، تستيقظ وتنام بالصحراء المغربية …وأكيد أنه لا أمل يوما في إقناعها بأن تتخلى عن حبها ( صحراء المغرب) لإن لها صاحبا شرعيا تهيم به ويهيم بها وهو المغرب …وأكيد أنه يوم تيأس في بلوغ هدفها …..فهي لن تبكي …لن تصرخ… لن تشد شعرها ..ولن تتحرك لفعل أي شيء …ساعتها …ستلزم مكانها، وتلتزم الصمت المطبق
….ستفعل ذلك ليس لأنها ستنسى الصحراء لتلتفت لشؤون حياتها الخاصة …..كلا ستفعل كل هذا لأنها ستفقد الحياة بالمرة …ستفعل هذا لأنها ستكون انتقلت للعالم الآخر ،… فارقت الحياة حسرة و كمدا على الصحراء….لتثبت للعالم أن حبها للصحراء كان أكبر من حب قيس لليلى….وأنها انتهت وهلكت بسبب الصحراء …ساعتها لا أدري أن كان التاريخ سيكون منصفا ويخلد ذكراها مثل ما فعل مع مجنون ليلى ………
نبيل هرباز