المسؤول عن النشر و الاعداد
شهدت الساحة السورية في الأيام الأخيرة تطورات دراماتيكية متسارعة، أدت إلى سقوط نظام بشار الأسد رسميا في الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد، حيث تمكنت الفصائل المسلحة التابعة للمعارضة من دخول العاصمة دمشق دون أي مقاومة تذكر من الجيش السوري النظامي.
وقالت تقارير إعلامية دولية، إن ائتلاف المعارضة السورية أعلن اليوم أنه يعمل على تشكيل هيئة انتقالية حاكمة تحظى بصلاحيات تنفيذية كاملة، وأشار الائتلاف أنه يتطلع لإقامة شراكات إستراتيجية مع دول المنطقة والعالم، لبدء مرحلة ما بعد بشار الأسد.
وفي هذا السياق، يُرتقب أن يؤدي سقوط بشار الأسد إلى دفع عدد من الدول إلى توضيح مواقفها من الشأن السوري، خاصة تلك التي كانت تُعلن إلى غاية الأيام القليلة الماضية، عن دعمها للنظام الحاكم، ومن بينها الجزائر التي كانت تساند نظام بشار الأسد.
ويُشار في هذا الصدد، إلى أن وزارة الخارجية الجزائرية، أعلنت منذ 5 أيام، أن الجزائر تقف إلى جانب سوريا، دولة وشعبا في مواجهة التهديدات الإرهابية، وذلك خلال مكالمة هاتفية بين وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، ونظيره السوري بسام صباغ.
وبالرغم من أن الجزائر أشارت في بلاغ وزارة الخارجية إلى تضامنها مع الشعب السوري، إلا أن الكثير من المتتبعين، يرون أن تلك الإشارة تبقى غامضة، وتميل إلى دعم نظام بشار الأسد أكثر من دعم الثورة التي وصفتها الجزائر بـ”التهديد الإرهابي”.
ووفق ذات المصادر، فإن سقوط نظام بشار الأسد، يضع الجزائر في موقف محرج، ولا سيما بعدما عُرفت بمواقف داعمة لنظام الأسد طيلة السنوات الماضية، ما يعني أنها ستكون مجبرة على إعلان موقف جديد بعد التطورات الأخيرة التي عرفتها سوريا.
وما يضع الجزائر في حرج أكبر، حسب العديد من التقارير الإعلامية، هو اعتقال المعارضة للعديد من المقاتلين الجزائريين كانوا يقاتلون في صفوف النظام السوري، تماشيا مع موقف الجزائر الذي كان داعما للنظام، وقد أشارت التقارير ذاتها إلى أن بعض المقاتلين في صفوف النظام السوري المطاح به، ينتمون إلى جبهة “البوليساريو” الانفصالية.
جدير بالذكر أن المغرب، بخلاف الجزائر، كان موقفه واضح مما يجري في سوريا، حيث ندد مرارا بما يتعرض له السوريون من جرائم نظام بشار الأسد، ويُرتقب أن تبني الرباط علاقات وطيدة مع دمشق بعد إرساء النظام الجديد أسسه في المستقبل القريب.