في ظل التحولات الكبرى التي شهدتها الساحة السورية وسقوط نظام بشار الأسد، يبرز المغرب كواحد من أبرز الدول التي وقفت إلى جانب الشعب السوري في محنته. عبر مواقفه المبدئية ودبلوماسيته الإنسانية، أثبت المغرب أنه نموذج في التعامل المسؤول مع الأزمات الدولية، بعيدًا عن المصالح الضيقة أو الحسابات المؤقتة.
منذ بداية الأزمة السورية، تبنّى المغرب موقفًا داعمًا للشعب السوري، مستندًا إلى قيمه الراسخة في نصرة القضايا العادلة وحقوق الإنسان.
ومع سقوط نظام الأسد، تزايد وضوح هذا الدعم من خلال تقديم المساعدات الإنسانية وإيصال صوت السوريين إلى المحافل الدولية. كان المغرب حريصًا على دعم الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار والسلام للشعب السوري، بعيدًا عن التدخلات التي تفاقم الأوضاع.
لم تكن زيارة الملك محمد السادس لمخيم الزعتري في 18 أكتوبر 2012 مجرد خطوة رمزية، بل عكست التزامًا عمليًا بالمبادئ الإنسانية. قدمت المملكة الدعم المباشر للنازحين السوريين، من خلال إنشاء مستشفى ميداني وتوفير المساعدات الطبية والغذائية، مما أظهر عمق التزام المغرب بقضايا الشعوب المتضررة من النزاعات.
رفض المغرب في كل مراحل الأزمة السورية الانجرار وراء السياسات المتسرعة أو الاصطفافات الإقليمية التي أضرت بالقضية السورية أكثر مما أفادتها. ومع سقوط نظام الأسد، أثبتت الرباط أن مواقفها ليست مبنية على ردود فعل آنية، بل تستند إلى قراءة دقيقة للمصالح المشتركة للشعوب، وهو ما جعلها حليفًا حقيقيًا للسوريين في سعيهم لبناء مستقبل جديد.
الموقف المغربي من القضية السورية بعد سقوط النظام هو تأكيد جديد على أن الرباط ليست مجرد لاعب إقليمي، بل قوة دبلوماسية تجمع بين المبادئ والقيم والواقعية. وقد أثبتت المملكة أنها تقف دائمًا إلى جانب الشعوب في نضالها من أجل الحرية والكرامة، مجسدة بذلك نموذجًا فريدًا في العمل السياسي والإنساني.