فاجئت جماهير الأهلي المصري الجميع بهتافات معادية للنظام السياسي في البلاد ومطالِبة بالحرية، خلال المباراة التي جمعت فريقهم بضيفه مونانا الغابوني، الثلاثاء 6 مارس 2018، ضمن ذهاب دور الـ32 من دوري أبطال إفريقيا.
فاجئت جماهير الأهلي المصري الجميع بهتافات معادية للنظام السياسي في البلاد ومطالِبة بالحرية، خلال المباراة التي جمعت فريقهم بضيفه مونانا الغابوني، الثلاثاء 6 مارس 2018، ضمن ذهاب دور الـ32 من دوري أبطال إفريقيا.
ربما تكون الصدمة من تلك الهتافات المعارضة للنظام والمطالبة برحيله منعتهم من ذكر ما حدث، وتُعَدُّ هذه هي المرة الأولى، منذ تولي عبد الفتاح السيسي رئاسة مصر في عام 2014، التي يعود فيها هتاف ضد الحكومة والرئيس.
بداية قرارات منع الجماهير
تُعتبر مباراة الأهلي ومونانا من اللقاءات الكروية القليلة التي يُسمح فيها للجماهير المصرية بالحضور في الملعب، فمنذ عام 2012 والجماهير ممنوعة، بقرار المجلس العسكري الذي كان يحكم البلاد، من حضور مباريات الدوري المحلي.
جاء القرار عقب أحداث بورسعيد، المعروفة بـ”مذبحة بورسعيد“، والتي وقعت في فبراير من العام نفسه، وقُتل فيها ما يزيد على 70 شخصاً من جماهير الأهلي، بعد لقاء فريقهم والنادي المصري البورسعيدي، نتيجة تدافع الجماهير.
ظل الحال على ما هو عليه، حتى دوري أبطال إفريقيا في أبريل/نيسان 2013؛ إذ سُمح لجماهير الأندية المصرية بحضور مباريات فرقها أمام الفرق الإفريقية. لكن شغب مشجعي ناديي الزمالك والإسماعيلي، وما قام به مشجعو الأهلي من إشعال الصواريخ والألعاب النارية، خلال مباراة فريقهم أمام مع توسكر الكيني- عجَّلات بقرار وزير الرياضة، العامري فاروق، بمنع جماهير الأندية حتى من حضور مباريات كرة القدم، العربية والأجنبية.
وفي عام 2015، سمحت وزارة الداخلية المصرية للجماهير بحضور أول مباراة بين فرق مصرية ضمن الدوري المحلي، وكانت بين فريقي الزمالك وإنبي، لكنها خصصت عدد 10 آلاف تذكرة فقط؛ لمنع ازدحام الجماهير داخل الملعب، لكن مأساة جديدة وقعت نتيجة تدافع مشجعي الزمالك أمام بوابات استاد الدفاع الجوي بالقاهرة؛ ما دفع الشرطة إلى إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع؛ لتفريق المتجمهرين، فقُتل ما يزيد على 20 شخصاً، أغلبهم من أولتراس الزمالك “وايت نايتس”.
وحتى وقتنا الحالي، لا يُسمح للمشجعين بحضور مباريات الدوري، إذ لم يجرو النظام حتى الأن على مشهد تجمع الجماهير من جديد، كما لا زال غير قادر على تنظيم حشد بالألاف في المباريات وتأمين سلامة المشجعين.
أما فيما يخص المباريات الإفريقية أو العربية، فيكون حضور الجماهير بقرارات استثنائية، كما حدث خلال مباراة الأهلي والوداد البيضاوي في نهائي دوري أبطال إفريقيا، باستاد برج العرب، عام 2017، وكذلك تصفيات كأس العالم التي تأهلت فيها مصر لمونديال روسيا 2018.