المسؤول عن النشر والاعداد
فضيحة من العيار الثقيل كشفت عنها شابة تحمل الجنسيتين السورية والأمريكية، تُدعى “كريمة الشامي الجزائري”، التي تسببت في إحراج كبير لمؤسسات الدولة الجزائرية وللعديد من شخصياتها العمومية، حين قررت فضح “عملية نصب” جعلتها تُقدم عبر وسائل الإعلام وفي العديد من اللقاءات الرسمية على أنها حفيدة الأمير عبد القادر.
وفي فيديو منشور عبر منصة التواصل الاجتماعي “إكس”، قالت كريمة الشامي إنها كانت تتمنى أن تدخل إلى الجزائر لنيل منصب، وفي سبيل ذلك دفعت رشاوى للكثير من الأشخاص، وبشكل صريح قالت إن من بين الأشخاص الذين تلقوا منها رشوة الإعلامي عارف مشاكرة، المعروف بدفاعه المستميت عن النظام الجزائري الحالي.
وأوردت المعنية بالأمر بلكنة سورية “حان الوقت لهذا الوجه المزيف أن يختفي”، وتابعت “كنت قد صرحت أنني حفيدة الأمير عبد القادر الجزائري، لكن الحقيقة والواقع أنني لست حفيدته، ولا أعرفه حتى”، مبرزة أنها تحمل العديد من الجنسيات لكنها “أحبت” أن تأتي إلى الجزائر لأنها “تُربة خصبة بالنسبة لكتاباتي أو الطريقة الثقافية التي أتكلم بها”، وفق تعبيرها.
هذ الأسلوب، الذي انطلى على مؤسسات الدولة الجزائرية، لدرجة تنصيبها رئيسة للمكتب الدولي لأكاديمية المجتمع المدني الجزائري في الولايات المتحدة الأمريكية، في 25 يونيو 2018، خلال حفل احتضنته الجزائر العاصمة، قالت إن الفضل الأول والأخير فيها يعود لشخص ساعدها “معتقدا أنها إنسانة جيدة”، موردة أنها تتحدث بعدما أنَّبها ضميرها.
والشخص الذي تتحدث عنه الشامي ليس سوى أسامة وحيد، واسمه الحقيقي الأخضر شريط، وهو إعلامي ومرشح سابق للانتخابات الرئاسية سنة 2019، قائلة إنه هو الذي كان يتولى صياغة الكتابات المنسوبة لها، بينما هي لا تعرف أساسا كيف تكتب باللغة العربية، وكان هدفها فقط الدخول إلى الجزائر لنيل منصب.
وعن رشوتها لعارف مشاكرة، والمقدرة بـ1500 دولار، قالت إنها دفعتها له لأنه وعدها بمنصب عن طريق شخص في الولايات المتحدة الأمريكية حيث تعيش، وأضافت أنها قامت بمحاولات كثيرة في سبيل ذلك، لكنها قررت في النهاية أن تزيح عنها “الوجه المزيف”، لتخلص إلى الاعتذار على الرغم من درايتها بأن “الموضوع سيكون صعبا”.
وبالرجوع إلى مقابة أجريت معها على قناة “الجزائرية الأولى” سنة 2018، والتي شاهدها على عبر منصة “يوتوب” وحدها أكثر من مليون شخص، قُدمت على أنها حفيدة الأمير عبد القادر وأن هذا الأمر يشكل عبئا عليها، وطالبتها المقدمة بالرد على الأصوات التي تتهمه بـ”الخيانة” من خلال إبرام تفاهمات مع الفرنسيين، وهو ما تجاوبت معه المعنية بالأمر مؤكدة أنها “تفخر” بكونها حفيدةً للأمير.
وذهبت “الحفيدة” المزعومة أبعد من ذلك، حين تحدثت عن “قيمة الجزائر وسمعة جدها” في الخارج، لدرجة تسمية مدينة في الولايات المتحدة باسمه وهي “قادر سيتي”، مضيفة أنه أخذ لقب “الرجل النبيل” بالنظر لما كان يُظهره من “سلام للإنسان واحترام للآراء وتربيةٍ أجدادها”، ومضت قائلة “بيتنا الكبير موجود بدمشق، وأسعد كثيرا حين يحكي أعمامي الكبار وأجدادي عن هذه القصة”.
وكان الصحافي الجزائري المقيم بالمغرب، وليد كبير، قد تطرق إلى هذه القضية بالتفصيل، حين كشف أن الأمر يتعلق بشابة سورية من أصول جزائرية، مزدادة سنة 1984، وتحمل أيضا الجنسية الأمريكية، وتعيش ما بين سوريا ولبنان والولايات المتحدة الأمريكية، لكنها استطاعت خداع مؤسسات الدولة الجزائرية بما في ذلك أجهزة المخابرات.
ووفق المصدر نفسه، فإن الأمر يتعلق بسيدة تعيش في هيوستن، وتعمل مع السفارة الجزائرية في واشنطن، للترويج للنظام الحالي، لتحصل في المقابل على العديد من الامتيازات، وللوصول إلى مرادها التقت في لندن بخالد الجزائري، الذي يُقال عنه أيضا إنه حفيد الأمير عبد القادر، وهو الذي أكد أنها “سليلة” عائلته، لكن مقابل 5000 دولار.
ومن بين الذين انطلت عليهم الحيلة أيضا وزير الشباب والرياضة الأسبق، خلال الفترة ما بين 2015 و2017، الهادي ولد علي، الذي ساعدها في الحصول على شقة فاخرة في حي راقٍ بالجزائر العاصمة، كما أن السفارة الجزائرية في واشنطن استدعتها للمشاركة في حفل عيد الاسقلال، بالإضافة إلى مشاركتها في العديد من المناسبة داخل الجزائر.