تفاعلا مع إرسال المملكة المغربية، بتعليمات من الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، أمس الاثنين، لشحنة من المساعدات الطبية لفائدة الفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزة، قال قاسم عواد، مدير عام دائرة حقوق الإنسان في منظمة التحرير الفلسطينية، إن “أية خطوة أو محاولة، على غرار الخطوة المغربية، لكسر الحصار المفروض على شعبنا في غزة هي خطوة على الجانب الصحيح من التاريخ في سبيل الانتصار لنضالات ودماء الفلسطينيين”.
وأضاف المسؤول الفلسطيني ذاته أن “المغرب، من خلال إرسالها للمواد الطبية والمساعدات العاجلة وتحديدا لشمال قطاع غزة الذي يعاني منذ شهور بتعليمات من الملك محمد السادس، فهو بذلك ينقذ أرواح أبناء شعبنا المضطهد ويخفف من معاناتهم. ونحن نطالب المملكة المغربية، شعبا وحكومة برئاسة جلالة الملك محمد السادس، بممارسة مزيد من الضغوط من أجل الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي على القطاع”.
وشدد مدير عام دائرة حقوق الإنسان في منظمة التحرير الفلسطينية، ضمن التصريح ذاته، على أن “العلاقة بيننا وبين المغرب الشقيق طالما كانت علاقة أصيلة وتشاركية في النضال ضد الاحتلال، حيث إن المملكة المغربية كانت شاهدة على نكبة شعبنا من باب المغاربة وحتى يومنا هذا”، مضيفا: “نتمنى أن لا تكون هي الخطوة المغربية هي الأخيرة، خاصة أن الغزاويين اليوم في حاجة ماسة إلى التفاتات من هذا النوع ولكل المحاولات الرامية إلى كسر الحصار عنهم في ظل حرب الإبادة التي يخوضها الاحتلال ضد الفلسطينيين”.
ودعا المتحدث عينه المملكة المغربية باعتبارها رئيسا لمجلس حقوق الإنسان التابع لهيئة الأمم المتحدة إلى “عقد جلسة عاجلة لكل المنظمات الدولية المهتمة بحقوق الإنسان وإصدار بيان يدين الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية وجرائم فصل عنصري وإعدامات ميدانية وقتل واسع في حق سكان قطاع غزة”، كما دعا المنظمات الحقوقية في العالم إلى “البدء في توثيق الجرائم التي يرتكبها الاحتلال تمهيدا لمحاكمته وإقامة دعاوى قضائية في بلدانها ضد هذه الجرائم”.
وليست هذه المرة الأولى التي يأمر فيها العاهل المغربي بتوجيه مساعدات إغاثية عاجلة إلى سكان قطاع غزة للتخفيف من معاناتهم أمام النقص الحاد الذي يواجهونه على مستوى إمدادات الغذاء والدواء، حيث سبق أن أمر بإرسال 40 طنا من المواد الغذائية لفائدة الفلسطينيين في غزة والقدس الشريف، والتي جرى إيصالها عبر طريق بري يعد المغرب أول من استعمله لإيصال الإعانات، وهو الطريق ذاته الذي سيتم من خلالها المساعدات الطبية الأخيرة.
ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة “حماس” في السابع من أكتوبر الماضي، دعت الرباط وعلى أعلى المستويات إلى الوقف الفوري لإطلاق النار وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، حيث وصف ملك البلاد العدوان الغاشم الذي يتعرض له الفلسطينيون واستمرار تدهور أوضاعهم الإنسانية، خلال خطاب موجه إلى أشغال القمة الخامسة عشرة لمنظمة التعاون الإسلامي المنعقدة بغامبيا في ماي الماضي، بـ”وصمة العار على جبين الإنسانية”، محملا بعض المسؤولين الإسرائيليين مسؤولية تفاقم هذا الوضع وارتفاع وتيرة اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية.