عز الدين السريفي
تعاني ساكنة تيفلت من نقص حاد في عدد المساجد، حيث يظهر هذا النقص جليا في شهر رمضان المبارك، وسط صمت مطبق للقائمين على الشأن الديني بالمدينة، حيث بات الخلاء هو الملاذ للمصلين مما يجعل عدد كبير من المصلين يستعينون بالحصائر البلاستكية التي تفترش على الأرصفة وفي الأزقة بغية إيجاد موطئ قدم لِلصلاة.
يحدث هذا، خاصة مع تزايد عدد السكان بالأحياء السكنية خلال السنوات القليلة الماضية، الأمر الذي جعل الحاجة ملحة للإسراع في إيجاد حل لمشكل المساجد.
بالأخص تجزئة البركة، و الفردوس، و الزمورية، (جنوب تيفلت) حيث هذه التجزئات دون مسجد واحد على الأقل، علما أنها تعرف توسعا عمرانيا كبيرا في الآونة الأخيرة، وهو ما جعله في حاجة ملحة إلى مساجد.
ولهذه الأسباب على المندوبية الإقليمية لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالخميسات، بالتدخل لدى الوزارة الوصية، قصد معالجة هذا المشكل.
يلاحظ خصاصا بينا في المساجد، أحياء بكاملها تفتقر لهذا المرفق الهام في العبادة، و التربية و الوقاية، إنه لغريب أن لا تلاحظ، لا الجماعة المحلية التي تمثل السكان وترعى مصالحهم هذا الخصاص، ولا إدارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ولا السلطة المحلية… وانه لغريب أيضا أن تخلو جماعة تيفلت التي يترأسها عبد الصمد عرشان من المحسنين المهتمين، أم أن هؤلاء يشفع لهم التخوف من عواقب الحسنة، وينتظرون الضوء الأخضر ممن يعنيه الأمر خلال شهر رمضان 1446 هجرية، حيث بقبل الناس على صلاة التراويح بكثرة، يشد انتباهك بمدينة تيفلت مواطنون يصلون بالأزقة والشوارع.
كل عام والجميع بخير، بمناسبة قرب حلول شهر رمضان المبارك، أعاده الله علينا وعلى الأمتين العربية والاسلامية بالخير واليمن والبركات، وأود أن أوجه رسالة إلى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وإدارة المساجد ولكل منتسبيها، شهر رمضان المبارك، ومن فضل الله علينا أن جعل مناسباتنا الدينية معلومة للجميع ليتقرب المسلمون جميعا إلى الله، ويحتفلوا كذلك بعيدي الفطر والأضحى جميعا أيضا، ولكن الأمر المحزن أن الاهتمام بترميم المساجد لم تعمل المندوبية بالخميسات الموقرة على الانتهاء منه قبل رمضان، ودائما ما تأتينا مطالبات من بعض المواطنين والمقيمين في قطر العز والخير والعطاء، بأن يتم إنشاء مساجد في المناطق الحديثة، وأن تتم توسعة بعض المساجد المؤقته في بعض المناطق؛ لأن الازدحام فيها لأداء الفروض لا يسمح بأن يزداد عدد المصلين فيها لأداء صلاة التراويح، ومن الطبيعي والمعلوم لدى وزارة الأوقاف أن في شهر رمضان تزداد أعداد المصلين فيه، فرمضان شهر العبادات والخيرات، وكلما حاولنا أن نكتب عن بعض الشكاوى تتحسس الوزارة من ذلك، والكثير من المواطنين لا يريدون سوى أبسط الأمور التي من المفترض أن تقوم بها المندوبية بالخميسات، والتي تم إنشاؤها من أجل الاهتمام بكل ما يتعلق بعباداتنا الدينية خاصة في هذا الشهر الفضيل، فمن المستحيل أن تقوم الصحف المحلية بالمدح والإشادة فقط.
المخططات الموحدة لبناء المساجد باختلاف أحجامها وهو أمر مفرح، ولكن الأكثر بهجة وفرحا هو إنشاؤها.
من الأمور المفرحة أن الدولة في مختلف قطاعاتها تراعي رؤية المغرب 2030 وتعمل عليها، لبناء 840 مسجدًا جديدًا بحلول عام 2030 لتعزيز النشاط الديني وتلبية احتياجات السكان.
من المتوقع أن يسهم هذا المشروع في تعزيز التماسك الاجتماعي وتشجيع الشباب على الاهتمام بالممارسات الدينية في حياتهم اليومية. كما سيحظى بدعم واسع من مختلف فئات المجتمع التي تقدر جهود الحكومة في تحسين البيئة الدينية ودعم المشاريع التي تساهم في تلبية احتياجات السكان المتزايدة، بما في ذلك توفير أماكن للصلاة والتعلم.
إن مشروع بناء 840 مسجدًا جديدًا ليس مجرد خطوة نحو تلبية الحاجة المادية للمجتمع، بل هو تأكيد على التزام المغرب بتعزيز القيم الدينية والحفاظ على الهوية الإسلامية في عصر يشهد تطورات سريعة ومتسارعة.
و ايضاً نتسأل أين الجمعيات الخيرية بالمدينة من المساهمة في عملية إنشاء المساجد ؟!
وحتى لا نُحمّل الوزارة وحدها مسؤولية إنشاء المساجد، أين الجمعيات الخيرية التي وصلت أعمالها إلى أراض بعيدة، ولها بصمات تحمل اسم الجمعيات الإسلامية ورجالاتها في الكثير من دول العالم، أين هي من المساهمة في إنشاء المساجد، أم أن عملية البناء فقط في الخارج؟! نحن نريد تكاتف الجميع وزارات ومؤسسات حكومية وغير حكومية في عملية تطوير المملكة الشريفة بمختلف القطاعات، تحت ظل القيادة الحكيمة لملك محمد السادس.
هذه المقالة صرخة لمن يجب ويعنيه الأمر إخراج المساجد من الحسابات السياسية، الاتحاد حولها بناء وإصلاحا و تجهيزا، وإنها لدرس في التفكير في استمرار الوحدة حول كل شيء لنجاعتها في خدمة الصالح العام، وستكون محل تقدير الرأي العام المحلي و الوطني، ونموذجا يحتذى بها في الحالات الشبيهة..